الغيلة: هي الخديعة وإيصال الشر إلى إنسان من حيث لا يعلم ولا يشعر1. وقد كان معروفًا بين الجاهليين، شجع على ظهوره وانتشاره بينهم عرف الأخذ بالثأر، والتنافس الذي كان بينهم على الرئاسة والوجاهة، وقواعد مجتمع ذلك الوقت التي كانت تقيم وزنًا كبيرًا للكلمة، وللمدح والهجاء، ولتقديم شخص على شخص في الجلوس في المجالس، فكانت هذه الأمور وأمثالها تدفع من يتعرض لها على الانتقام ممن أهانه والتربص به وتتبع آثاره حتى يتمكن من قتله أو اغتياله.
وقد اتبع المغتالون أساليب شتى في الاغتيال. منها الطعن بالرمح أو الخنجر أو بالسكين، ومنها الذبح، والخنق، ومنها اللجوء إلى الحيلة بدس السم في الشراب أو الطعام، إلى غير ذلك من أسباب الغيلة.
والغيلة غير الفتك. ذكر أن الفتك أن يقتل الرجل الرجل مجاهرة. وهو أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله، وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك، ولكن ينبغي له أن يعلمه ذلك.
قال المخبل السعدي:
إذ فتك النعمان بالناس محرما ... فمن ليَ من عوف بن كعب سلاسله
وكان النعمان بعث إلى "بني عوف بن كعب" جيشًا في الشهر الحرام، وهم آمنون غارون فقتل فيهم وسبا2.
ولمحمد بن حبيب السكري، كتاب ذكر فيه أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، وأسماء من قتل من الشعراء3. بدأ فيه ب "جذيمة الأبرش"