وذكر "البلاذري" أن "بكر بن وائل" أغارت على "بني عمرو بن تميم" يوم "الصليب"، ومعها ناس من الأساورة، فهزمتهم بنو عمرو وقتلت "طريفا" رأس الأساورة1. وذكر أن "بكرًا" كانت تحت يد كسرى وفارس، فكانوا يقوونهم ويجهزونهم، وكان يشرف عليهم عامل "عين التمر"2. ويظهر أن "بني عمرو"، كانوا قد اعتدوا على "عِير كسرى"، فجهز "بكر بن وائل" عليهم.
أما بنو قمعة بن إلياس فهم من نسل عامر بن قمعة، واسم قمعة عمير3. وقد ولد عامر أفصى وربيعة وهي لحيّ. فولد لحيّ عامر بن لحيّ، وولد عامر بن لحيّ عَمْرًا وهو عمرو بن لحي، نسب إلى جده، فعرف بعمرو بن لحي. وهو على قول الأخباريين أول من غير دين إسماعيل ودعا العرب إلى عبادة الأوثان4.
وأشهر بطون قمعة أسلم، وخزاعة في رأي بعض النسابين5. ولم يشر إلى عقب يذكر لقمعة بعض آخر من علماء الأنساب6. أما أسلم، فهم بنو أفصى بن عامر بن قمعة، وأما خزاعة، فهم بنو عمرو بن عامر بن لحيّ وهو ربيعة، وقد كانت مواطن خزاعة في أنحاء مكة في مرّ الظهران وما يليه. وكانوا حلفاء لقريش. ودخلوا في عام الحديبية في عهد رسول الله، وقد ذهب بعض النسابين كما أشرت سابقًا إلى ذلك إلى أن خزاعة من غسان، وأنها من نسل حارثة بن عمرو "عامر" مزيقياء، وأنها أقامت بمر الظهران حين سارت غسان إلى الشام، وتخزعوا عنهم، فَسُمّوا خزاعة. وإلى نسبة خزاعة إلى غسان ذهب نسابو خزاعة7.