ابن رباح بن طارق الإيادي". فلما التقى الناس، ارتجزت "هند بنت بياضة" شعرًا مشهورًا معروفًا، أوله:

نحن بنات طارق ... نمشي على المفارق1

ثم هجمت إياد على الفرس، وهزمتها آخر النهار، وقتلت الجيش الذي كان يتعقبها، فلم يفلت منه إلا الشريد، وجمعوا جماجمهم، فجعلوها كالكوم، فسمي ذلك الموضع دير الجماجم2.

هذه رواية من عدة رويات وردت عن الحرب التي وقعت بين الفرس وإياد، وهي الرواية الوحيدة التي يرد فيها خبر انتصار إياد على الفرس. أما الرويات الأخرى، فتقول بانتصار الفرس على إياد. فرواية أبي علي القالي مثلًا عن رجاله تنص على غزو أنو شروان لإياد على أثر اعتداء نفر من إياد على نسوة الأعاجم، وتعقيبه لهم، وقتله خلقًا منهم، حتى اضطر بعضهم إلى النزول بتكريت، وبعضهم أرض الموصل والجزيرة، عندئذ بعث أنو شروان ناسًا من بكر بن وائل مع الفرس، فنفوهم عن تكريت والموصل إلى قرية يقال لها الحَرَجيّة، ثم التقوا بهم ثانية في هذا الموضع، فهزمهم الفرس، وقتلت منهم كثيرًا، ودفنت أجسادهم بها في مقبرة ذكر صاحب الرواية أنها كانت معروفة بها إلى يومه. وسارت البقية حتى نزلت بقرى من أرض الروم، وسار بعضهم إلى حمص وأطراف الشام. وكان الحارث بن همام بن مرّة بن ذهل بن شيبان فيمن سار إليهم من بكر بن وائل مع الأعاجم، فأجار ناسًا من إياد، كان فيهم: أبو دواد الإيادي3.

وفي رواية أخرى أن إيادًا كانت مقربة عند الفرس، حتى إن كسرى بن هرمز كان قد اتخذ جماعة منهم امتازوا بحسن الرماية، فجعلهم رماة عنده، وجعلهم مراصد على الطريق فيما بينه وبين الفرات لئلّا يعبره أحد عليهم، إلى أن حدثت حادثة الاعتداء على النسوة، فغضب كسرى على إياد، وأرسل جيشًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015