وقد اشتهرت المعافر بنوع من الثياب سميت باسمهم1.
ومن ولد عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد بن يشجب، كان الحارث بن عديّ وهو عاملة، وعمرو بن عديّ وهو جذام، ومالك بن عديّ وهو لخم، وعفير بن عديّ وهو والد كندة2. وكلها كما نرى قبائل معروفة شهيرة تنتسب إلى القحطانيين. وأما أمهم، فهي رقاش بنت همدان3.
وذكر ابن خلدون أن الحارث بن عديّ والد عاملة، سمي عاملة باسم أمه عاملة، وهي من قضاعة. وذكر أنها كانت في بادية الشام4.
وقد يستنتج من هذه الصلة بين القبائل الثلاث، أنها كانت حلفًا في الأصل جمع بينها لمصالح مشتركة ولظروف متشابهة ألفت بينها على نحو ما رأينا عند قبائل أخرى فصارت نسبًا بمرور الأيام5. وقد كانت هذه الصلة قوية خاصة بين لحم وجذام، حيث اقترن اسمهما معًا في الغالب، ولا سيما في الإسلام، مما يدل على اشتراك المصالح بين القبيلتين.
وكانت عاملة حليفة لكلب، "وغزت معها إلى طيء، فأسر رجل من عاملة، اسمه قعيسيس، عديّ بن حاتم، فانتزعه منهم شعيب بن مسعود العُليمي من كلب، وقال له: ما أنت وأسر الاشراف؟ "، وأطلقه بغير فداء6. ومن عاملة الشاعر عديّ بن الرقاع7.
ويذكر الأخباريون أن بطونًا من عاملة كانت في الحيرة، كما أن بعضًا منها كانت خاضعة للزبّاء8. وإذ صح زعم الأخباريون هذا، فإنه يدل على قدم