التي هاجموها؛ لأنهم كانوا مع الحق والشرع، فكان الله معهم، وكان أهل الميناء على الباطل وضد الشريعة الحقة فعوقبوا بالهزيمة1.

والنص المذكور -وإن كان خلوًا من كل إشارة إلى "ذي نواس"، أو إلى اسم "نجاشي" الحبشة، أو إلى زمن وقوع الغزو والأماكن التي وقع عليها- يشير إلى غزو الحبش لليمن في حكم "ذي نواس"، وإلى تغلب الحبش عليه.

ويظهر منه القافلة الأولى تركت ساحل الحبشة من موضع "أدولس" "عدولس" "عدولي" adulis على ما يظهر وكانت بإمرة "إلا أصيحة"، فعبرت باب المندب، حتى وصلت إلى ساحل اليمن. وقد اختارت ميناء "مخا" موضعًا للنزول، فنزلت به وتغلبت على أصحابه. ثم جاءت قافلة أخرى نزلت في موضع يقع جنوب هذا الميناء، وتغلبت على أصحابه كذلك. وبذلك تم النصر للحبش. ولم يشر النص إلى أسماء الموانئ التي تحرك منها الجيش، أو الموانئ التي نزل بها في ساحل اليمن.

وقد عالج الباحثون هذه الأسماء. فرأى قسم منهم أنها تعني شخصًا واحدًا هو ملك الحبشة الذي حارب ذا نواس. ورأى آخرون أن المراد بـaidug وadad وandas شخص واحد هو نجاشي حكم قبل هذا العهد، أي في القرن الرابع للميلاد، وهو "إلا عاميدة" "علا عاميدة" ela amida، المعاصر للقيصر قسطنطين، وكان أول من تنصر من ملوك الحبشة على بعض الروايات.

وذلك لعدم انسجام هذه الرواية التي تنص على تنصر aidug بعد انتصاره على حمير، كما أشرت إلى ذلك، مع روايات أخرى تشير إلى تنصر ملوك الحبشة قبل غزو اليمن هذا بكثير2.

وترى الروايات العربية أن ذا نواس لما غُلب على أمره ورأى مصيره السيئ، ركب فرسه وسار إلى البحر فدخله فغرق فيه، أما الروايات الحبشية والإغريقية، فإنها ترى أنه سقط حيًّا في أيدي الأحباش فقتلوه3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015