وجعل حمزة بعد النعمان ابنه جبلة وزعم أن منزلة بـ"صفين"، وأنه صاحب "عين أباغ"، وقاتل المنذر بن ماء السماء، وكان ملكه ست عشرة سنة1.
ثم ملك -بعد جبلة- النعمان بن الأيهم بن الحارث بن مارية، وكان ملكه إحدى وعشرين سنة لم يحدث خلالها على حد قول حمزة شيء، فتولى من بعده النعمان بن الحارث، وهو الذي أصلح صهاريج الرصافة، وكان بعض ملوك لخم خربها، وكان ملكه ثماني عشرة سنة2.
ويرى "إلويس موسل" أن النعمان هذا كان قد حارب الفرس من حوالي سنة "604" حتى سنة "616م"، وأنه قد احتمى مرارًا بأسوار الرصافة. وبهذه المناسبات على ما يظهر قام بترميم صهاريج المدينة لخزن الماء3.
وذكر حمزة اسم "المنذر بن النعمان" بعد النعمان بن الحارث، وهو ابنه.
قال: ولم يحدث شيء في أيامه، ثم هلك وكان ملكه تسع عشرة سنة4.
ثم صار الحكم من بعده -على رأي حمزة- إلى عمرو بن النعمان. وهو شقيقه ولم يحدث شيئًا في أيامه، ثم هلك، وكان ملكه ثلاثًا وثلاثين سنة وأربعة أشهر5.
ثم انتقل الحكم إلى حجر بن النعمان، وهو شقيق عمرو، وجعل حمزة ملكه اثنتي عشرة سنة. ثم صير الملك إلى ابنه من بعده، وهو الحارث بن حجر. وجعل ملكه ستًّا وعشرين سنة6.
وصير حمزة الملك إلى جبلة بن الحارث، بعد وفاة والده "الحارث بن حجر". وجعل مدة حكمه سبع عشرة سنة وشهرًا واحدًا7.
ثم صير حمزة الحكم إلى "الحارث بن جبلة"، وهو على رأيه ابن الملك المتوفى "جبلة بن الحارث". وذكر حمزة أنه يسمى أيضًا بـ"الحارث بن أبي شمر"، وهو الذي أوقع ببني كنانة، وكان يسكن الجابية. وكان ملكه