خبر غزو قام به "عمرو بن الحارث" لبني مرة، وقد أوجعهم فيها على ما يظهر من هذه القصيدة1.
هؤلاء الستة الذين ذكرهم حمزة بعد الحارث بن جبلة، هم أبناؤه إذن، وقد حكموا على زعمه بالتعاقب دون فترة. ثم نقل الحكم من عمرو إلى رجل دعاه جفنة الأصغر، وهو على رأيه ابن المنذر بن الحارث. ولم يذكر أي منذر قصد. وذكر أنه كان سيارة جوابًا. ثم هلك، وكان ملكه ثلاثين سنة2.
وحكم بعد جفنة الأصغر على رواية حمزة النعمان الأصغر بن المنذر الأكبر. حكم سنة واحدة. ولم ينسب إليه بناء ما3.
ثم انتقل الحكم على زعم حمزة إلى النعمان بن عمرو بن المنذر ولم يكن أبوه عمرو على رأي حمزة ملكًا، وإنما كان عازيًا يغزو بها بالجيوش، وكان ملكه سبعًا وعشرين سنة، ونسب إليه بناء "السويدا" و"قصر حارب"4.
وذكر حمزة أن "عمرو" المذكور، أي والد النعمان على زعمه، هو الذي مدحه النابغة بقوله:
عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ ... لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ
وذكر أنه، أي النابغة "ذكر أباه المنذر بقوله"5:
وقصر بصيداء التي عند حارب
وقد أخطأ حمزة في ذهابه إلى أن الشخص الممدوح هو "النعمان بن عمرو"، فإن رواة هذا الشعر يذكرون إن الملك الممدوح الذي قصده النابغة بمديحه، هو "عمرو بن الحارث بن أبي شمر" المتقدم ذكره، وهو شقيق "النعمان بن الحارث بن أبي شمر" الذي مدحه النابغة كذلك، وكانت له صلات حسنة وثيقة به6.