و"نعمان" "naaman". ويرى "نولدكه" أن "جنوفاس" هو "جفنة" وهو اسم أحد الأمراء الجفنيين، سمي باسم جفنة مؤسس تلك الأسرة. وأما نعمان فهو أيضًا اسم أمير من أولئك الأمراء الجفنيين1.

وقد تحدث الطبري عن الحرب التي وقعت بين المنذر بن النعمان ملك الحيرة، والحارث بن جبلة، إلا أنه وهم في اسمه قصيره "خالد بن جبلة" وقال عن الحرب: "وقع بين رجل من العرب كان ملكه يخطيانوس على عرب الشأم، يقال له خالد بن جبلة، وبين رجل من لخم، كان ملكه كسرى على ما بين عمان والبحرين واليمامة إلى الطائف وسائر الحجاز ومن فيها من العرب، يقال له المنذر بن النعمان نائرة، فأغار خالد بن جبلة على حيز المنذر، فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة، وغنم أموالًا من أمواله، فشكا المنذر إلى كسرى، وسأله الكتاب إلى ملك الروم في إنصافه من خالد. فكتب كسرى إلى يخطيانوس2، إلا أنه لم يحفل بكتاباته فغزا كسرى بلاده. وتوغل فيها واضطر "يخطيانوس" عندئذ إلى عقد صلح معه، وإلى إرضائه.

ويرى "نولدكه" أيضًا أن هذا الحارث هو الحارث الذي ذكر عند المؤرخ ملالا أنه أخمد ثورة السامريين الذين ثاروا في فلسطين في سنة "529"3.

وقد ورد في تأريخ "بروكوبيوس" "procopius" أن المنذر ملك العرب "سركينوي" "sarakynou" الذين كانوا في مملكة الفرس، لما أكثر من الغارات على حدود إمبراطورية الروم، وعجز قواد الروم من أرباب لقب "duxe" "duce" "dux" وسادت القباب من أرباب لقب "فيلارخ" "phylarchus" المحالفين للروم عن صده والوقوف أمامه، رأى القيصر "بسطانوس" "justinianus" أن يمنح الحارث بن جبلة الذي كان يحكم عرب العربية "arabia" لقب "ملك" ليقف بوجه "المنذر" "alamoundaros". وقد ذكر أن هذا اللقب لم يمنح لأحد من قبل. ولكن المنذر لم يرعو مع ذلك من غزو الحدود الشرقية لبلاد الشأم والعبث بها مدة طويلة من الزمن4. وقد ذهب "نولدكه" إلى أن هذه الحوادث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015