وَالمانِحُ المِائَةَ الهِجانَ بِأَسرِها ... تُزجى مَطافِلُها كَجَنَّةِ يَثرِبِ

وَلَرُبَّ زَحفٍ قَد سَمَوتَ بِجَمعِهِ ... فَلَبِستَهُ رَهوًا بِأَرعَن مُطنِبِ

بِالقَومِ مُجتابي الحَديدِ كَأَنَّهُم ... أُسدٌ عَلى لُحُقِ الأَباطِلِ شُزَّبِ1

ويستفاد من هذه القصيدة أن الممدوح، وهو عمرو، كان كريمًا سخيًّا يهب المئات من الإبل الهجان الطيبة الأعراق، وأنه كان صاحب جيش قوي. وينطبق هذا الوصف على "عمرو بن حجر". أكثر من انطباقه على "عمرو بن الحارث" جد "امرئ القيس". وذلك على رواية من زعم أنه كان للحارث جد الشاعر المذكور ولد اسمه "عمرو" من زوجة له دعوها "أم أناس" ابنة "عوف بن محلم الشيباني" إذ لم يكن وضع أولاد الحارث وضعًا حسنًا بعد النكبة التي نزلت بمصيبة والدهم وبتعقب المنذر بن ماء السماء لهم، وبثورة القبائل عليهم.

فليس من المعقول أن يهب "عمرو" تلك الهبات وأن يجمع له جيش لجب.

خاصة وأن الرواة لم يذكروا اسمه في جملة أسماء أبناء الحارث الذين ملكهم على القبائل في حياته أو الذين ورثوا ملكه بعد مماته.

وقد نص "ابن قتيبة" في كتابه: "المعاني الكبير" على أن "عمرو بن أم أناس" هو "عمرو بن حجر الكندي" الذي كان جد "عمرو بن هند"، وهند أم "عمرو بن هند" هي ابنته. وذكر أن "أم عمرو بن حجر" هي "أم أناس بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة" وأنه هو المذكور في شعر الحارث بن حلزة، إذ يقول:

وَوَلَدنا عَمرو بِن أُمِّ أُناسٍ ... مِن قَريبٍ لَمّا أَتانا الحِباءُ2

وقد اختلف أهل الأخبار كما رأينا في السبب الذي حمل الناس على تلقيب "حجر" بـ"آكل المرار". فذهبوا في ذلك جملة مذاهب ذكروها في أثناء حديثهم عنه3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015