وكانت كندة "كدت" مستقلة وعلى رأسها ملك، في أيام "الشرح يحضب" كذلك. وكان ملكها إذ ذاك من المناهضين المعادين للملك "الشرح يحضب"، فاشترك كما رأينا في أثناء بحثنا عن "الشرح" في الحلف الكبير الذي تألف ضد مملكة "سبأ وذي ريدان"، والذي امتد من الجنوب نحو الشمال، وشمل البر والبحر. وقد أصيبت "كندة" بهزيمة في القتال الذي نشب بينها وبين جيش "سبأ"، ووقع ملكها واسمه إذ ذاك "ملكم" مع عدد من رؤسائها وكبرائها "مراس وأكبرت"، في الأسر. وسيقوا إلى "مأرب"، وأبقوا في الأسر حتى وافقوا على وضع أولادهم رهائن عند ملك "سبأ وذي ريدان" وعلى إعطاء عهد بعدم التحرش مرة أخرى بمملكة "سبأ وذي ريدان" وبمساعدة أعدائها. وقد وافق "مالك" على إعطاء عهد بما طلب منه ووضع ابنه رهينة، كما وضع رؤساء وكبراء كندة أولادهم رهائن لديه، فأفرج بذلك عنهم1.
وقد فقدت كندة بعد هذا العهد استقلالها في وقت لا نستطيع تحديده الآن، لعدم ورود شيء عنه في النصوص، وصارت خاضعة لحكم دولة "سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"؛ إذ ورد في النصين "Jصلى الله عليه وسلمMMصلى الله عليه وسلم 660" و"Jصلى الله عليه وسلمMMصلى الله عليه وسلم 665" أنها كانت تابعة إذ ذاك لحكم هذه الدولة. يخبر النص: "Jصلى الله عليه وسلمMMصلى الله عليه وسلم 660"، أن كندة كانت تحت حكم حاكم من حكام "شمر يهرعش"، سقط اسمه الثاني من النص وبقي اسمه الأول وهو: "وهب إوم" "وهب أوم" "وهب أوام"، وأن ذلك الحاكم كان يدير بالإضافة إلى كندة قبائل حضرموت ومذحج و"بهلم" "باهلة" و"حدان" و"رضوم" و"أظلم"، ومعنى ذلك أنه كان يدير منطقة واسعة تسكنها قبائل متعددة، في جملتها كندة التي صارت تحت حكم ملوك سبأ2.
ويخبرنا النص "Jصلى الله عليه وسلمMMصلى الله عليه وسلم 665" أن رجلًا من "جدنم" "جدن" كان كبيرًا "كبر" على "إعراب ملك سبأ" "أعراب ملك سبأ" وعلى "كندة" "كدت" و"مذحج" وعلى "حررم" "حريرم" "حرر" "حرار" "حرير" وعلى "بهلم" "باهلم" "باهل" "باهلة" وعلى "زيد أيل"، وعلى كل