إذ ورد في النص: "Jصلى الله عليه وسلمMMصلى الله عليه وسلم 635". المدون في أيام الملك "شعر أوتر" ملك سبأ وذي ريدان. وقد كانت قد انضمت إلى حلف معاد للملك المذكور على نحو ما تحدثت عنه. وكان يحكم "كدت" كندة في ذلك الوقت ملك اسمه "ربعت"، أي "ربيعة"، وذكر أنه من "ذ ثورم" "ذ الثورم"، أي من "الثور" "آل ثور"، وأنه كان ملكًا على "كدت" كندة وعلى "قحطن" أي "قحطان"1.
فنحن على هذا النص أمام مملكة كندية كانت قد تكونت في أيام "شعر أوتر" أي في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وذلك فيما لو جارينا رأي "جامة" وسرنا مسراه في تقديم أيام "شعر أوتر"2. وقبل هذا الوقت فيما لو ذهبنا مذهب غيره ممن يرجعون مبدأ تأريخ سبأ إلى أقدم من تقديره ومن تقدير "ريكمنس". ونحن أيضًا بموجبه أمام ملك من ملوك كندة اسمه "ربعت ذا الثورم". أي "ربيعة" من "الثور"، أي من "آل ثور"، فهو إذن من صميم كندة. وقد رأينا أن أهل الأخبار ينسبون كندة إلى "ثور بن عفير"، ويظهر أنهم أخذوا "ثور" القديم، وهو اسم عائلة أو بيت أو عشيرة من كندة، فصيروه الجد الأكبر لكندة. وأعطوه النسب الطويل المذكور.
ويلاحظ أن الملك "ربيعة" كان يحكم إذ ذاك "كندة"، كما كان يحكم "قحطان". و"قحطان" في هذا الوقت قبيلة، كانت متحالفة مع "كندة". ومن هذا الاسم أخذ الأخباريون قحطانهم، فصيروه جد العرب القحطانيين. وقد ورد اسم قحطان في نص آخر وسم بـ"Rصلى الله عليه وسلمP. صلى الله عليه وسلمPIG, 4304". هذا نصه: "عبد شمس سبأ بن يشجب، يعرب بن قحطان"3. وهو نص سبق أن تحدثت عنه، وقلت إنه في نظري مصنوع موضوع، وأعتقد أن صانعه وضعه لغاية واضحة هي إثبات أن ما يذكره أهل الأخبار عن نسب سبأ، هو صحيح، وأنه وارد مذكور في المسند. وبين "صنعاء" و"زبيد" مدينة تعرف بـ"قطحان"4