وأمها "مارية الكندية" فهي من كندة من جهة الأم. ثم أمره "النعمان" بالافتراق منها وتطليقها بعد ما غضب عليه وألقاه في السجن.
وروى الأخباريون لعدي شعرًا زعموا أنه قال أكثره في حبسه وفي معاتبته للنعمان وفي توسله إليه بأنه يطلقه من حبسه، وفيه مواعظ تذكر النعمان بأن الدنيا زائلة، وأنها دار فناء، وأن الملك لا يدوم، وأمثال ذلك. وهو شعر لم ينظر إليه علماء الشعر نظرتهم إلى شعر الشعراء الفحول، وذلك؛ لأنه كان قرويًّا، أي من أهل الحضر، ولذلك أيضًا لم يستشهد به علماء اللغة في ضبط قواعد اللغة1.
هذا ويذكر "ابن النديم" في كتابه "الفهرست" أن جملة مؤلفات "ابن الكلبي" الكثيرة مؤلفًا اسمه "كتاب عدي بن زيد العبادي"2، وهو كتاب لم يصل إلينا حتى الآن. ولعله كان في جملة الموارد الرئيسية التي اعتمد عليها المؤرخون وأهل الأدب والأخبار في تدوينهم أخبار ذلك الشاعر السياسي الأديب.
ونجد في "رسالة الغفران" شعرًا لعدي. وقد دعي بـ "السروي" في موضع منها، حين تحدث مؤلفها "المعري" عن المنادمة وعن باطية الخمر3. وكني بـ "أبي سوادة" في موضع آخر4.
وانتقل ملك الحيرة بعد مقتل النعمان إلى رجل غريب لم يكن من لخم، اسمه إياس بن قبيصة الطائي5، أو إياس بن قبيصة بن أبي عفراء، أو إياس بن قبيصة بن النعمان بن حية بن سعنة6. وله خال اسمه حنظلة بن أبي عفراء بن النعمان. ويقال إنه كان نصرانيًّا. وقد ذكر له أخ اسمه قيس بن قبيصة كان نازلًا بعين التمر7. وذكر أن والده كان من شعراء جرم، وجرم رهط من طيء8.