خذاق"، كان أول من ذم الدنيا في شعر1. وفي جملة ما قاله "سويد" في هجاء "عمرو بن هند"، قوله:
أبى القلب أن يأتي السدير وأهله ... وإن قيل عيش بالسدير غزير
به البق والحمى وأسد خفية ... وعمرو بن هند يعتدي ويجور
و"المنخل اليشكري" من معاصري "عمرو بن هند" كذلك. وكان يشبب بـ "هند" أخت "عمرو بن هند"، واتهم بامرأة لعمرو بن هند، فقتله على رواية2. وذكر أنه اتهم بالمتجردة امرأة النعمان بن المنذر، وأنه كان ينادم النعمان، وهو الذي أوقع فيما بينه وبين النابغة لحقده عليه، حتى سبب في فرار النابغة إلى "آل غسان" ليخلص نفسه من غضب النعمان عليه3، ومعنى هذا أن "عمرو بن هند" لم يقتله بل عاش إلى أيام النعمان.
وقد مدح "المثقب العبدي" "عمرو بن هند" وكان في زمانه، بقوله:
غلبت ملوك الناس بالحزم والنهى ... وأنت الفتى في سورة المجد ترتقي
ونجب به من آل نصر سميدع ... أغر كلون الهندواني رونق
ونعته بالحلم والرزانة "والحلم الرزين"، وبالفعلات4.
وقد عد "ابن قتيبة" الشعراء الذين عاصروا "عمرو بن هند" من قدماء شعراء الجاهلية. فلما تحدث عن الشاعرين "سويد" و"يزيد"، قال: "وهما قديمان كانا في زمن عمرو بن هند"5. ولما تحدث عن "المثقب العبدي" قال عنه": "وهو قديم جاهلي. كان في زمن عمرو بن هند"6. وعد "المنخل اليشكري" من قدماء الشعراء الجاهليين، فقال عنه "وهو قديم جاهلي"7.