وروى أنه حارب الغساسنة وانتصر عليهم، وأسر منهم، كما روى أنه وقع في إحدى معاركه في أيدي الغساسنة، فقتله1. وذكر الطبري أن الفرس أسرته2، ولم يذكر سبب هذا الأمر. وأنه حكم عشرين سنة، من ذلك في زمن فيروز ابن يزدجرد عشر سنين، وفي زمن بلاش بن يزدجرد أربع سنين، وفي زمان قباذ بن فيروز، ست سنين3.

وقد حكم "فيروز" من سنة "459م" حتى سنة "484م"، ويكون حكم "الأسود" بحسب رواية الطبري المتقدمة في حوالي السنة "474م" تقريبًا، وقد حكم "بلاش" أربع سنين، من سنة "484م" حتى سنة "488م"، ثم حكم "قباذ الأول"، وهو ابن فيروز من بعده، حكم من سنة "488" حتى سنة "531" للميلاد. ولما كان "الأسود" قد حكم ست سنين من زمان حكم "قباذ"، تكون سنة وفاته في حوالي السنة "494م"4.

وورد في رواية أنه كان للأسود بن المنذر ولد اسمه شرحبيل، قتل، قتله الحارث بن ظالم، وكان طفلًا مسترضعًا عند سنان بن أبي حارثة المري5.

وكان سبب ذلك على ما تذكره الرواية أن "خالد بن جعفر بن كلاب" كان قدم على "الأسود بن المنذر" أخي النعمان، ومعه "عروة بن عتبة بن جعفر"، فالتقى خالد بن جعفر والحارث بن ظالم بن غيط بن مرة بن سعد بن ذبيان عند الأسود بن المنذر، فجعل خالد يقول للحارث: يا حمار، أما تشكر يدي عندك إن قتلت عنك سيد قومك زهيرًا وتركتك سيدهم؟ فقال: سأجزيك شكر ذلك فلما خرج الحارث، قال الأسود لخالد. ما دعاك إلى أن تتحرش بهذا الكلب. وأنت ضيفي؟ فقال: إنما هو عبد من عبيدي، ولو وجدني نائمًا ما أيقظني. وانصرف خالد إلى قبته، فلامه عروة الرحال، ثم ناما وأشرجت عليهما القبة، فلما هدأت العيون، انطلق الحارث حتى أتى قبة خالد، فهتك شرجها، ثم ولجها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015