كانت في أيام يزدجرد، لا في أيام بهرام بن يزدجرد، وتفيد أن انتقال الحكم إلى المنذر كان في عهد يزدجرد.
واشترك المنذر في الحرب التي وقعت بين الروم والفرس بعد مدة قصيرة من تولي بهرام جور الملك، واختار بلاد الشأم ساحة لهجومه. والظاهر أن إسهامه في هذه الحرب كان بطلب من بهرام الذي لم يكن موقفه حسنًا فيها، فكلف المنذر مهاجمة بلاد الشأم، ليخفف من شدة ضغط الروم عليه. غير أن التوفيق لم يحالف المنذر في هجومه هذا، فمني بخسارة كبيرة وهو يحاول مع جيشه عبور الفرات، فغرق أكثرهم في النهر. وكان ذلك في سنة 421م. ولحقت به خسارة أخرى في السنة نفسها، أو في السنة التي تلتها حينما أعاد الكرة على الروم1. وقد ذكر المؤرخ "سقراط" "Socrates" المتوفى في حوالي سنة 439م غرق زهاء مئة ألف رجل من رجال المنذر في النهر، وهو عدد مبالغ فيه ولا شك.
وقد استند الطبري إلى رواية يتصل سندها بابن الكلبي، فجعل مدة حكم المنذر بن النعمان أربعًا وأربعين سنة، من ذلك في زمن بهرام جور ثماني سنين وتسعة أشهر، وفي زمن يزدجرد بن بهرام ثماني عشرة سنة، وفي زمن فيروز ابن يزدجرد سبع عشرة سنة2. وهذه الرواية تناقض روايات ابن الكلبي السابقة عن تولي المنذر الحكم في أيام يزدجرد الأثيم والد بهرام جور، كما مر معنا، وقد أغفلت أمر "هرمز" وهو ابن يزدجرد ابن بهرام جور، المعروف بالثالث، الذي حكم من حوالي السنة457 حتى السنة 459 للميلاد، فإذا فرضنا أن حكم المنذر كان ثماني سنين وتسعة أشهر من زمان بهرام جور الذي حكم من حوالي السنة 420 للميلاد حتى السنة 438 للميلاد، صارت السنة 429 هي السنة 430 للميلاد التي يجب أن تكون سنة توليه الحكم، وإذا أضفنا إلى هذا الرقم أربعًا وأربعين سنة، وهي مدة حكم المنذر، إلى هذه الرواية، صارت السنة 473-474 للميلاد، هي سنة انتهاء حكم المنذر بوفاته. وتكون سنة وفاته إذن في زمن "فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور" الذي حكم من حوالي السنة 459 حتى السنة