الحاكمة. ويرجع ابن الكلبي نسبه إلى العماليق، فيقول إنه من "بني عمرو بن عمليق"1. وذكر حمزة نسبه على هذه الصورة: أوس بن قلام بن بطينا بن جمهير بن لحيان العمليقي2. وجعله ابن خلدون من بني عمرو بن عملاق3.
ويتبين من خبر ورد في "الأغاني" أن أوسًا كان من أسرة كانت تقيم في الحيرة، وهي من بني الحارث بن كعب4. وقد ورد اسم رجل آخر من هذه الأسرة، ذكر أنه بنى ديرًا في الحيرة5.
ولا نعرف من أعمال أوس هذا شيئًا، وكل ما نعرفه عنه أنه حكم خمس سنوات6. وأن امرءًا اسمه "جحجبن بن عتيك بن لخم" "جحجبا" ثار به فقتله على رواية لابن الكلبي ذكرها الطبري7. أما حمزة فذكر اسمه ونسبه على هذه الصورة، "ححجنا بن عبيل أحد بني فاران". وقال: "قال ابن الكلبي: وهو فاران ابن عمرو بن عمليق، وهم بطن بالحيرة يقال لهم بنو فاران، وححجنا منهم. فقتل ححجنا أوسًا، فرجع الملك إلى آل بني نصر"8.
فنحن إذن أمام روايتين في أصل جحجبي "جحجبا" أو ححجنا: رواية ترجعه إلى لخم، ورواية أخرى ترجعه إلى بني فاران، وترجع بني فاران إلى "عمرو بن عمليق"، أي إلى العشيرة التي رجع الأخباريون نسب أوس بن قلام إليها، إذن فهو بموجبها من العماليق.
أما هذا الاختلاف الذي نراه بين الرواة في كيفية ضبط اسم هذا الثائر في جحجبا أو حججنا، وفي عتيك أو عبيل، فيمكن رجعه إلى خطأ وقع في تدوين الروايات، إما سهوًا وإما جهلًا بحقيقة الاسم، فمن هذين نشا لدينا هذا الاختلاف.
ولم يذكر الأخباريون الأسباب التي حملت "جحجبى" على الثورة والمنافع