وقد ذهب بعض الأخباريين إلى أن مارية التي ضرب المثل بقرطيها فقيل قرطًا مارية، هي مارية هذه أم عمرو1.
وقد وضع اليعقوبي بعد امرئ القيس شقيقه الحارث بن عمرو بن عدي ملكًا وجعل مدة ملكه سبعًا وثمانين سنة، ثم وضع عمرًا ابن امرئ القيس ملكًا من بعده. وحكم هذا على زعمه مدة أربعين عامًا2.
ولا نعرف من أعمال عمرو هذا شيئًا. وللأخباريين في مدة حكمه أقوال عدة تتراوح عندهم من25 سنة إلى60 سنة3. وقد ذكر الطبري أن عمرًا "بقي في عمله بقية ملك سابور وجميع أيام أردشير بن هرمز بن نرسي، وبعض أيام سابور بن سابور"، ثم قال أن جميع مدة ملكه فيما ذكره ابن الكلبي ثلاثين سنة4. وإذا أخذنا برواية الطبري المذكورة، تكون مدة حكمه حوالي الستين سنة، ومعنى هذا أن عمرًا كان قد عمر أكثر من ستين سنة، وأنه توفي بعد وفاة سابور ذي الأكتاف وبعد سنة "383م"؛ لأن حكم "سابور بن سابور" المعروف عند المؤرخين بـ "سابور" الثالث كان في حوالي السنة "383م". فقد تولى سابور هذا الحكم فيما بين "383" حتى سنة "387" أو "388م"5. وإذا أخذنا برواية من يقول أنه حكم "25" سنة، أو "30"، وجب أن تكون وفاته في أيام "سابور ذي الأكتاف".
وقد جعل الطبري في موضع آخر من تأريخه وفاة "عمرو" في عهد "سابور ابن سابور"، أي "سابور" الثالث6. وبذلك يكون قد أطال مدة حكمه وعمره.
ويذكر الطبري أن "سابور بن سابور" استخلف "على عمله أوس بن قلام في قول هشام"، وذلك بعد مهلك "عمرو"7. ولم يذكر الأسباب التي حملت سابور على هذا التعيين. ويظهر أنه كان من أسرة غريبة عن أسرة "آل لخم"