يضرب بهما المثل، واستشهد على ذلك بشعر لـ "متمم بن نويرة اليربوعي" في مرثيته لأخيه مالك بن نويرة:

وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا1

وقد ذكر أن النديمين المذكورين هما: مالك وعقيل، وهما ابنا "فرج بن مالك" من "بلقين"، وكانا قد قدما من الشام، يريدان جذيمة، فوجدا فتى قد تلبد شعره، وطالت أظافره، وساءت حاله، أسرع نحوهما يرجو الطعام والرعاية، فلما سألاه عن حاله، وتبين لهما أنه "عمرو بن عدي"، سرًّا به كثيرًا، وعنيا به، وأخذاه معهما إلى "جذيمة"، فلما رآه، فرح به فرحًا كبيرًا، لعودته إليه، ونظر إليه، ثم أعاد عليه الطوق، وكان جذيمة قد صنعة له قبلًا، ثم قال: "كبر عمرو عن الطوق". وكان الجن قد استطارته، أي خطفته. وقال جذيمة لمالك وعقيل: ما حكمكما، أي ما طلبكما! قالا حكمنا منادمتك. فأصبحا يضرب بهما المثل2.

وذكر "المسعودي" أن كنية "جذيمة" التي عرف بها هي "أبو مالك"، وروى في ذلك شعرًا، زعم أن قائله هو سويد بن كاهل اليشكري":

إن أذق حتفي، فقبلي ذاقه ... طسم وعاد وجديس ذو السبع

وأبو مالك القيل الذي ... قتلته بنت عمرو بالخدع3

وذكر الأخباريون أن جذيمة غزا طسمًا وجديسًا، غزاهم في منازلهم من "جو" وما حولهم. فأصاب "حسان بن تبع أسعد أبي كرب"، وقد أغار على طسم وجديس باليمامة، فانكفأ جذيمة راجعًا بمن معه، وأتت خيول تبع على سرية لجذيمة، فاجتاحها وبلغ جذيمة خبرهم، فقال في ذلك شعرًا دون منه الطبري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015