ويظهر أن شهرة ملوك الحيرة بـ "آل نصر"، هي شهرة قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام بزمن طويل. فقد ورد في الأخبار عن "نهر دعة" "Nehardea" وهي مستوطنة من المستوطنات اليهودية القديمة الكبيرة التي تأسست في العراق، وتقع عند فم نهر ملكا "Nehr Malka"، أي مخرج نهر الملك من الفرات1، أنه في سنة "570" من التقويم السلوقي الموافقة لسنة "259" للميلاد، جاء "بابا ابن نصر" إلى مدينة "نهر دعة" وخربها، فهربت بعض أحبارها إلى مواضع يهودية أخرى، كانت ملجأ لليهود2. ويظهر أن الأمير المهاجم، وقد سمي في الخبر بـ "بابا" "Papa"، كان من أبناء سيد قبيلة عربية اسمه "نصر"، وقد عرف بـ "برنصر" و"بن نصر" في التلمود3، وقد ذهب الباحثون إلى أن المراد به أحد أمراء الحيرة من "آل نصر"4، أما

4. أما "كريتز" "Gratz"، وهو من المؤرخين اليهود المشهورين، فقد ذهب إلى أنه "أذينة" زوج الملكة "زنوبيا" "الزباء" "Zenobias" ملكة تدمر5. غير أن هنالك أدلة تأريخية لا تؤيد هذا الرأي، ثم إن الموارد العربية تنعت ملوك الحيرة بـ "آل نصر"، ولم يشتهر ملوك تدمر فيها بـ "آل نصر".

وقد تحدثت إليك برأي أهل الأخبار في أول من حكم الحيرة من الملوك، ورأينا أن "مالك بن فهم" هو أول ملك حكم هذا الموضع على زعم، وهو في نظرهم من الأزد6. وقد حكم مدة عشرين عامًا على رواية الأخباريين7.

وقد زعم "حمزة الأصفهاني" أن "ملك بن فهم" تملك تنوخ العراق في زمان ملوك الطوائف، وأن منزله كان بالأنبار، وأنه بقي بها إلى أن رماه ابنه "سليمة بن مالك بن فهم" رمية بالنبل، وهو لا يعرفه. فلما علم أن سليمة راميه، قال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015