وفي حمص كما زعم المؤرخ "زوسيموس" "Zosimus" حاكم القيصر الملكة وأصحابها "استحضر القيصر سلطانة تدمر وأشياعها فلما مثلت بين يديه، جعلت تعتذر إليه وتتنصل وتدافع عن نفسها مدافعة الداهية حتى قرفت كثيرين من أصحابها بأنهم أصلوها بسوء نصائحهم وورطوها في الغرور. وكان من جملة الذين وشت بهم عند القيصر "لونجينوس" ... فحكم عليه القيصر من ساعته بالموت بعد أن مثل به. فكابد لونجينوس العقاب بشجاعة وصبر جميل حتى إنه عند وفاته كان يعزي أصدقاءه وأقاربه. وكذلك نكل بكل من تجرمت زينب عليه"1.

وقد اختلف الباحثون في صحة رواية هذا المؤرخ، فمنهم من شك فيها ومن هؤلاء "الأب سبستيان رتزفال" الذي نقلت ترجمته العربية لرواية "زوسيموس" فقد استبعد صدور الوشاية والخيانة من ملكة كانت على جانب عظيم من سمو الأخلاق والثقافة2. ومنهم من اعتقد بصحتها وسلم بها ولام الزباء على صدور مثل هذا العمل الشائن منها، ومن هؤلاء المؤرخ الألماني "مومزن" "Mommsen" الشهير في تأريخ الرومان3.

وغادر "أورليانوس" مدينة حمص إلى "رومة" ومعه "الزباء" وأبناؤها وعدد من الأسرى أراد إلحاقهم بموكب النصر الذي سيقيمه عند دخوله العاصمة ليتفرج عليهم الناس. وفي أثناء عبور "البسفور" غرق عدة من أصحاب "الزباء" في جملتهم "وهبلات" على رواية المؤرخ "زوسيموس"4. وبينما كان القيصر في "تراقية" "Thrazien" إذ جاءته الأخبار تنبئ بثورة أهل تدمر على قائد المدينة "سنداريون" "Sandarion" الذي عينه القيصر حاكمًا على تدمر5، وبظهور ثورة أخرى في مصر بطلها "فيرموس" "Firmus" الثري الشهير. وكان هدف الثورتين واحدًا، هو التحرر من حكم الرومان والحصول على الاستقلال،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015