"الأرشكيين"، ودارت عليه الدوائر توجه إلى الشأم عائدًا من ثم إلى "رومة" فلما قرب من "تدمر" أوفد إلى أهلها رسلًا يخبرونهم أنه قاصد مدينتهم ليريح فيها جنوده من أتعاب الحرب ومشقة الطريق. وكان يريد في نفسه الاستيلاء على المدينة وأخذ ما فيها من أموال ونفائس ... فأحسن التدمريون بالمكيدة، وبادروا إلى نقل أموالهم وما يملكون من أشياء ثمينة، فتعقبهم الرومان حتى أدركوهم فاقتتلوا قتالًا شديدًا كانت الغلبة فيه للتدمريين1. أما المدينة نفسها فقد حل بها الخراب وأصبحت ركامًا، وكان ذلك في حوالي سنة "41" قبل الميلاد2.

وفي أيام القيصر "طيباريوس" "طبريوس" "Tiberius" "14-17م" كانت "تدمر" في جملة الأرضين التابعة لحكم الرومان3.

ونجد بين الكتابات التي عثر عليها في هذه المدينة قوائم "كمركية" تبين بعض الرسوم التي كانت تجبى عن البضائع وأثمانها باليونانية والتدمرية يعود تأريخها إلى سنة "17" بعد الميلاد4.

ويظهر من قائمة الضرائب التي وضعت في أيام "جرمانيكوس" "Germanicus" "17-19م" لجبايتها عن البضائع التي ترد دوائر "كمارك" المدينة، وفي أيام "دوميطيوس كوربولو" "عز وجلomitius Corbulo" "57-66م" أن مدينة "تدمر" كانت في نفوذ وحكم "رومة" في العصر الأول للميلاد. وقد كانت تابعة للرومان في أيام الانبراطون "فيسبسيان" "Vespasian" "60 -79م". غير أن هذا لا يعني أنها كانت خاضعة للرومان خضوعًا تامًا، وأن الإشراف على شؤون المدينة كان كله بأيدي موظفي "رومة"، بل كان ذلك إشرافًا عامًّا، أما الإدارة فكانت بأيدي أهل المدينة5. وأن الحكم الروماني لم يتدخل في أمورها تدخلًا فعليًّا. حتى إن الرومان سمحوا للمدينة الاحتفاظ بحامياتها "Militia" التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015