كبيرة في تعيين حدود ومساحة هذه المقاطعة. وقد أنشئت هذه السكة لأغراض عسكرية لتيسر للجيوش الرومانية الوصول بسرعة إلى المواضع المهمة من الوجهة العربية، ولتتمكن بواسطتها من السيطرة على الوطنيين وضبط الأمن1.

ويمكن الاستدلال من أنصاب الأميال، التي وضعها الحاكم "قلوديوس سويروس" "قلوديوس سفيروس" "Claudius Severus" على هذه الطرق للوقوف بواسطتها على الأبعاد والمسافات والاتجاه، على معرفة طريقين مهمين: أولهما طريق جديد انتهى منه في نسة "111" للميلاد، يمتد من الحدود الشمالية للمقاطعة العربية أي من بلاد الشأم إلى "بصرى" "رضي الله عنهostra". ثم إلى "فيلادلفيا" "عمان" "Philadelphia"، ومنها في اتجاه الحنوب ثم الغرب على طريق "بطرا" حتى البحر الأحمر. وثانيها الطريق الممتد من "فيلادلفيا" مارًّا بـ"جرش" "Gerasa" وربما بـ "أذرح" "صلى الله عليه وسلمdra" نحو "بصرى" "رضي الله عنهostra". وقد كان هذا الطريق معروفًا قبل سنة "105" للميلاد، غير أنه أصلح وعمر، وربما حول إلى طريق عسكري في سنة "112" للميلاد، أي في أيام "تراجان"2.

وقد عرفت أسماء أكثر الحكام الذين تولوا منصب حاكم المقاطعة العربية من رومان وبيزنطيين، وردت أسماؤهم مدونة على أنصاب الأميال وفي الكتابات الأخرى التي عثر عليها في مواضع متعددة من هذه المقاطعة. وأولهم "كورنليوس بالما". وقد تبين أن الألقاب الرسمية التي كان يتلقب بها حكام هذه المقاطعة في القرن الثاني بعد الميلاد كانت من درجة الألقاب الرفيعة التي تمنح عادة لحكام مقاطعة "قيصرية" مثل لقب: "Legatus صلى الله عليه وسلمugusti Pro Praetore" أو "صلى الله عليه وسلمugustorum" تضاف إليه جملة: "Consul عز وجلesignatus" متى يكون الحاكم في درجة "قنصل" "Consul"، وذلك يكون عادة بالنسة إلى حكام المقاطعات من درجة "Legatus Pro Praetore" وقد يقتصر اللقب على كلمة "Consulares" إذا كان صاحبه قنصلًا. غير أن هذه الألقاب الرسمية لم تكن ثابتة، بل كانت تتغير بحسب أهمية الحاكم ومنزلته، والوظيفة التي يشغلها، والزمان الذي حكم فيه3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015