وطنه حتى دحر إلى مصر"1. ويظهر من هذه الآية أن الحارث كان قد طرد "ياسون" من أرضه، وتغلب عليه، وصار يتعقبه حتى هرب إلى مصر. وكان "ياسون" قد اختلف مع أخيه "أونياس الثالث" "Onias III" في يهوذا على الكهانة العظمى. وقد حكم "أرتاس" أي "الحارث" المعروف بـ"حرثت" "حرتت" "حارثة" "Harithat" في الكتابة النبطية في حوالي سنة "169" قبل الميلاد. ونظرًا إلى أنه أول ملك وصل اسمه إلينا في الأخبار، أطلق الباحثون عليه لقب "الأول" تمييزًا له عن بقية من جاء بعده حاملًا هذا الاسم2.
ويلاحظ أن الآية المذكورة لم تلقب "الحارث" بلقب "ملك"، وإنما نعتته بـ "زعيم"، أو بما شابه ذلك من معان، هي دون درجة "ملك". أما الموارد التأريخية، فقد لقبته بلقب "ملك"3.
وقد وردت كلمة "النباطيين"، وهم النبط، في موضع من الفصل الخامس من سفر المكابيين الأول، وذكرت بعدها بجملة آيات كلمة "العرب". وكان هؤلاء العرب يشدون أزر "تيموتاوس" الذي حارب "يهوذا المكابي" "يهوذا مكابيوس" "Judas Maccabaeus" "161 ق. م."4 أما النبط فكانوا على وئام مع المكابيين: "يهوذا المكابي" وأخوه "يوناتان" وكانت صلاتهم بجيرانهم المكابيين حسنة. ويظهر من الآية التي ذكر فيها اسم "العرب" أن "تيموتاوس" وأنصاره كانوا قد استأجروا العرب للقتال معهم5. وأغلب الظن أن المراد بـ "العرب". في هذه الآية هم جماعة من الأعراب.
وطلب "يوناثان" "المتوفى سنة 143ق. م." –الذي انتخب مكان أخيه يهوذا المكابي بعد مقتله- من النبط مساعدتهم، أن يعيروه عدة يستعين بها على أعدائه، وذلك حين طلب "بكيديس" قتله. وأرسل "يوحنا أخاه في جماعة