وقد كان ميناء "غزة"ميناء النبط المفضل على البحر المتوسط. وهو في الواقع ميناء كل التجار العرب، إذ كان المرفأ الوحيد الذي ترفأ إليه تجارة العرب. وقد استفادوا منه كثيرًا لقربه من النبط، صاروا يشترون منه ما يرد عليه من بضائع من موانيء البحر المتوسط، ثم يحملونها إلى بلادهم فيبيعونها للتجار العرب القادمين إليهم من الحجاز ومن العربية الجنوبية ومن أماكن أخرى من جزيرة العرب، كما أنهم صاروا يشترون من التجار العرب ما عندهم من تجارة، ثم يحملونها إلى ذلك الميناء لبيعه في أسواقه، وبذلك حصلوا على أرباح من هذه الوساطة في الاتجار.
وقد نشأت دولة النبط التي نتحدث عنها قبل الميلاد في المنطقة الشمالية الغربية من جزيرة العرب، في المكان الذي عرف باسم "العربية الحجرية" "صلى الله عليه وسلمrabia Petraea" عند اليونان والرومان.
وأما أخبارنا عنها، فمستمدة من كتب الكلاسيكيين، ومن مؤلفات المؤرخ اليهودي ""يوسفوس فلافيوس" "Josephus Flavius" "37 -100 بعد الميلاد". صاحب "Ioudaike صلى الله عليه وسلمrchaeologia" و"Periton Ioudaikon Polemon"1، ومن كتابات عثر عليها في "العربية الحجرية" وفي الأخرى التي خضعت لحكمها وهي نبطية ولاتينية ويونانية. وعلى هذه الموارد يعول المؤرخ الحديث في تدوين تأريخ قوم كان لهم نفوذ وسلطان وصوت مسموع وكلمة، ثم إذا هم في الذاهبين {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} 2.
وقد تضمن القسم الأكبر من كتابات النبط، كتاب: Corpus Inscriptionum Semiticarum وقد أشير فيه إلى المواضع التي عثر فيها على تلك الكتابات، وإلى السمات التي وسمت بها لتميز بعضها عن بعض. وأسهمت كتب أخرى بالطبع في هذا المجهود العسير، مجهود نشر الكتابات النبطية القديمة وغيرها، ككتاب: "Handbuch عز وجلer Nordsemitischen صلى الله عليه وسلمpigraphik"، وكتاب: Corpus Inscriptionum Semiticarum، للعالم المعروف "مارك ليدربارسكي"