في إكرامه ومنحه تلك الأرضين، ولا سيما تلك الجزيرة التي استرجعوها بعد ذلك بمدة ليست طويلة, وفي مدة حكم القيصر "أنستاس" "أنسطاس" "أنسطاسيوس"1 صلى الله عليه وسلمnastasius.
ولما كان القيصر "ليو" Leo "لاون" "اليون"، قد حكم من سنة "457م" حتى سنة "474م"2، فيكون اعتراف "ليو" بحكم "امرئ القيس"، ومنحه لقب "فيلارخ" "فيلارك" قد وقع في أثناء هذه المدة.
ويظهر من تأريخ "ثيوفانس" أن هذه الجزيرة كانت في سنة "490م" في أيدي الروم، استولى عليها حاكمهم عز وجلux على فلسطين بعد قتال شديد3. ويدل خبر هذا المؤرخ على أن الروم انتزعوا هذه الجزيرة من "امرئ القيس" أو من خلفائه بعد مدة ليست طويلة من استيلاء "امرئ القيس" عليها، ولعلهم استولوا عليها بعد وفاة هذا العامل على أثر نزاع نشب بين أولاده وورثته، أضعف مركز الإمارة، فانتهز الروم هذه الفرصة، وانتزعوا ما تمكنوا من انتزاعه من أملاك.
وإذا كانت هذه الجزيرة، قد كانت في جملة أملاك الروم في سنة "490م" كما يدعي "ثيوفانس" ذلك، وجب أن تكون استعادة حاكم فلسطين لها في أيام القيصر "زينو" "زينون" Zeno الذي ولي الحكم من سنة "474" حتى سنة "491". أما سنة "491م" فقد انتقل فيها الحكم إلى القيصر "أنسطاس"4.
وكان "امرؤ القيس" المذكور سيد قبيلة سماها المؤرخ "ملخوس الفيلادلفي" "نكليان" "نخليان" Nokalian. ويظهر أن هذا الاسم هو "النخيلة"5, موضع معروف قرب "الكوفة" على سمت الشأم، وهو موضع ينطبق عليه ما ذكره "ملخوس" من أنه كان في أرض في سلطان الفرس6.