هرمز" و"أكفر من هرمز". فلما التحم العرب والعجم ومن معهم من العرب, قُتل هرمز وفر العجم وأفلت "قباذ" و"أنو شجان"، وكان على مجنبة الفرس. وقد عرفت هذه الوقعة بـ"ذات السلاسل"؛ لاقتران العجم في السلاسل حتى لا يكون لهم أمل في الفرار1.
وفي الحروب الأخرى التي وقعت بين الفرس والمسلمين، توالت الهزائم على العجم على الرغم من كثرة عددهم, ولم يكن الفرس يحاربون وحدهم، بل حارب معهم "عرب الضاحية"، وآخرون2. ففي "وقعة الولجة"، مما يلي "كسكر" من البر، كان يحارب إلى جانب الفرس قوم من العرب من عرب الضاحية، وقد أسر فيها ابن لجابر بن بجير وابن لعبد الأسود، وهلك عدد كبير من "بكر بن وائل" وكانوا نصارى، فغضبت لذلك بقية نصارى بكر بن وائل وغضب نصارى عرب آخرون، فكاتبوا الأعاجم وكاتبتهم الأعاجم، فاجتمعوا إلى موضع "أليس"، وعليهم "عبد الأسود العِجْلي" في نصارى العرب من بني عجل وتيم اللات وضبيعة وعرب الضاحية من أهل الحيرة، وكان جابر بن بجير نصرانيًّا، فساند عبد الأسود، فقابلهم "خالد" وجالد العرب أولًا، فسقط "مالك بن قيس"، وهو رأس من رءوسهم، ثم تهاوت صفوف الفرس أمام سيوف خالد، ولم تثبت أمامه3.
ولما قصد خالد للحيرة، وجد قائد الفرس، وهو "الأزاذبة" قد ولى هاربًا، وكان عسكره بين الغَرِيَّيْن والقصر الأبيض، فدخل خالد "الخورنق" وأمر بكل قصر رجلًا من قواده يحاصر أهله ويقاتلهم، فحاصروا "القصر الأبيض" وفيه "إياس بن قبيصة الطائي"، وحاصروا "قصر العدسيين" وفيه "عدي بن عدي" المقتول, وحاصروا "قصر مازن" وفيه "ابن أكال"، وحاصروا "قصر ابن بقيلة"، وفيه عمرو بن عبد المسيح، وكل هؤلاء عرب نصارى. ولكنهم لم يثبتوا أمام المسلمين، وتهاوت قصورهم، وطلبوا الصلح.
وكان أول من طلب الصلح "عمرو بن عبد المسيح بن قيس بن حيان بن الحارث" وهو بقيلة، وتتابعوا على ذلك، فخلا خالد بأهل كل قصر منهم