يسمه، أن إيادا استعادت مكانتها، وأصبحت قبابها و"حولها الخيل والنعم" وذلك "على رغم سابور بن سابور"1. ويظهر أن إياد التي كانت قد لحقت بأرض الروم في أيام "سابور ذي الأكتاف" عادت فرجعت إلى العراق وحلت في محلها.
ويذكر "المسعودي" رواية أخرى، خلاصتها أن إياد بعد أن رجعت من أرض الروم، دخلت في جملة "ربيعة" من ولد "بكر بن وائل"، وأن ربيعة كانت قد غلبت على السواد، وشنت الغارات في ملك هذا الملك، فصارت إياد في جملة "ربيعة"2. فإياد وإن عادت إلى العراق، لم تتمكن من أن تستعيد مكانتها، فدخلت في قبائل "ربيعة" التي هي من "بكر وائل"، وهي قبائل كانت قد كسبت سلطانًا ومكانة مستغلة فرصة ضعف هذا الملك، فسادت من ثَمَّ على "إياد".
وقد وقع هذا التطور بعد وفاة "سابور ذي الأكتاف"، وإذا أخذنا برواية "المسعودي" هذه، وجب أن يكون زمانه ما بين سنة "383-388م". ففي خلال هذه المدة كان حكم "سابور الثالث"3.
ولا تتحدث الموارد العربية بشيء يذكر بعد ذلك عن علاقة الساسانيين بالعرب إلى أيام "بهرام جور" "بهرام كور" "420-438م"، وهو المعروف بـ"بهرام الخامس" عند المؤرخين4. ثم نجدها تعود فتتكلم عن علاقتهم بعرب الحيرة، حيث يحتل الكلام عليهم الجزء الأكبر من صفحات تأريخ العلاقات العربية الساسانية؛ ولهذا السبب وجب البحث في الحيرة وفي علاقاتها بالساسانيين في فصل خاص.
وكان لملك الحيرة فضل في تولي "بهرام" عرش الدولة الساسانية بعد أن قرر الأشراف وأصحاب الجاه والسلطان من رجال الدين والجيش انتزاعه من أولاد