ويذكر أهل الأخبار أن "سابور" إنما لقب بـ"ذي الأكتاف"؛ لأنه خلع أكتاف العرب1. ويرى "نولدكة" أن هذا التفسير مصنوع، وأن اللقب إنما جاء عند الساسانيين في معنًى آخر لا علاقة له بخلع الأكتاف، بل قُصد به "ذو الأكتاف"، أي: صاحب الأكتاف دلالةً على الشدة والقوة، فهو لقب تمجيد وتقدير. وقد حوله أهل الأخبار إلى معنى آخر، هو المعنى المتقدم لبطش "سابور" بالعرب وإيقاعه القاسي بهم. أما "أرثر كريتنسن"، فيرى أن تفسير أهل الأخبار تفسير صحيح، وهو لا يستبعد خلع "سابور" لأكتاف العرب، فقد كان مثل هذا التعذيب القاسي المؤلم معروفًا في تلك الأيام2.
وذكر "حمزة الأصفهاني" أن التسمية المذكورة إنما جاءته من الجملة الفارسية، وهي "شابور هويه سنبا" "وهويه اسم للكتف, وسنبا أي نقاب. قيل له ذلك؛ لأنه لما غزا العرب كان ينقب أكتافهم، فيجمع بين كتفي الرجل منهم بحلقة ويسبيه، فسمته الفرس بهذا الاسم وسمته العرب ذا الأكتاف"3, فالتسمية إذن هي تسمية فارسية. ولا أستبعد أن تكون القصة شرحًا تكلفه القصاصون، لتفسير هذا اللقب، وهناك ألقاب عديدة، فسرت تفسيرا أسطوريا على هذا النحو من المبالغة والتهويل.
وقد نسب إلى "سابور" "شابور" هذا بناء الأنبار، ذكر أنه بناها فسميت بـ"فيروز شابور", وقد صيرها العرب "الأنبار"4. وكانت من المدن التي تغلب عليها العنصر العربي عند ظهور الإسلام، كما نسبوا إليه بناء "عكبرا"5.
ويذكر "المسعودي" أن "سابور بن سابور"، ويريد به "سابور الثالث" "383-388م"6، كانت له حروب كثيرة مع إياد بن نزار وغيرها من العرب. ويتبين من بيت شعر نسبه إلى شاعر نعته بأنه: "شاعر إياد" ولم