ختم النص بعبارة مهمة هي: "رب هود برحمنن"1، أي: "بالرحمن: رب يهود"2. ويدل هذا النص على أن صاحبيه كانا من اليهود، أو من العرب المتهودة.

وأما "جدنم" فهم "جدن", وهم أيضا من العشائر اليمانية المعروفة, وقد ورد اسمها في عدد من الكتابات3. وقد ذكر "ابن دريد" أن من رجال "جدن" "ذا قيفان بن عَلَس بن جدن"، الذي ذكره "عمرو بن معدي كرب" في شعره:

وسيف لابن ذي قيفان عندي ... تخيره الفتى من قوم عاد4

وقد أشير في النص: Ryckmans 51 إلى قيل من أقيال هذه القبيلة دعي بـ"لحيعت ذ جدنم" "لحيعت ذي جدن", وقد دونه رجل اسمه "تمم يزد" "تميم يزيد", وقد نعت نفسه بـ"مقتوت لحيعت ذ جدنم"، أي: ضابط وقائد "لحيعت ذي جدن"5. ومعنى هذا أنه قد كان لهذا القيل جيش، وكان "تميم" من قادة ذلك الجيش.

وقد يكون "تميم" هذا هو "تميم" "تمم" مدون النص الموسوم بـRyckmans 513. وقد جاء فيه: "تمم مقتو لحيعت يرخم ذ جدنم وترحم على ابني ملكم ذ جدنم. رحمنن وامنن"6, ومعناه: "تميم ضابط لحيعت يرخم ذو جدن. وترحم على ابن مالك ذو جدن. الرحمن والأمن "الأمان آمين". وإذا كان تميم هو "تميم" المتقدم ذكره، فيكون "لحيعت ذو جدن" المذكور هو "لحيعت يرخم" المذكور في هذا النص إذن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015