وقد جاءت في هذا النص جملة: "سسلت مدين", وقد قصد بها "حصن المندب"، أي: ما يسمى بموضع "باب المندب" في الوقت الحاضر1.
نرى من خلال قراءتنا لهذين النصين أن الوضع في اليمن كان قلقًا جدًّا، وأن الأمور كانت مضطربة، وأن الفتن كانت تعم البلاد، وأن الأحباش كانوا يمتلكون قسما كبيرا من أرض اليمن, وكان مقرهم مدينة "ظفار", وكان لهم أعوان وأحلاف من الأقيال والقبائل. وقد استعان بهم الحبش في نزاعهم مع "يوسف أسأر" حتى تمكنوا في الأخير من الاستيلاء على كل اليمن ومن انتزاع السلطة من أيدي حكام اليمن الشرعيين، ومن القضاء على الملك سنة "525" بعد الميلاد.
و"بنو يزان" "بنو يزأن"، هم "ذو يزن" عند أهل الأخبار، وكانوا من العشائر البارزة التي ورد اسمها في نصوص عديدة، وإليهم ينسب "سيف بن ذي يزن". وذكر "ابن دريد" أن "يزن" موضع، ويقال: "ذو أزن" و"ذو يزن"، وهو أول من اتخذ أسنة الحديد، فنُسبت إليه، يقال للأسنة: "يزني" و"أزني" و"يزأني"، وإنما كانت أسنة العرب قرون البقر2.
والأقيال المذكورون في النصين وهم: "شرحبيل يكمل" و"لحيعت يرخم" و"شرحئيل يقبل" "شرح ال يقبل" و"السميفع أشوع" و"شرحبيل أسعد" كانوا من أقيال "يزان" "يزن", وقد لعبوا دورا مهما في الميدان السياسي والعسكري لهذا العهد.
وقد ورد ذكر القيل "شرحب ال يكمل" "شرحبيل يكمل" في النص: Ryckmans 512, ومدونه رجل اسمه "حجي إيهر" "حجي أيهر". وذكر اسم قيل آخر اسمه: "شرح ال ذ يزان" "شرحئيل ذي يزأن" "شرحئيل ذي يزن"3.
وورد اسم قيل آخر من أقيال "ذي يزن" عرف بـ"شرحئيل ذي يزن" "شرح ال ذ يزان"4، لعله القيل المتقدم. وقد جاء اسمه في نص عرف بـRyckmans 515، دونه شخص اسمه "معويت بن ولعت" "معاوية بن والعة" و"نعمت بن ملكم" "نعمت بن مالك" "نعمة بن مالك". وقد