وفي النص كما نرى ونقرأ جملة مهمة تشير إلى انتشار عقيدة التوحيد في ذلك الزمن بين اليمانيين، وإلى الابتعاد عن آلهة اليمن القديمة, وتشير إلى ظهور "إله السماء والأرض" أو "إله السماوات والأرض"، فهو إله واحد، يرعى ملكوت السماء والأرض. وفي هذه العقيدة اعتقاد بوجود إله واحد, فقد ورد في النص: "بنصر وردا الهن بعل سمين وأرضن"1، أي "بنصر وبعون الإله رب السماوات والأرض"، وهي عقيدة ظهرت عند أهل اليمن بعد الميلاد بتأثير اليهودية والنصرانية ولا شك.

وفي جملة "الهن ذلهو سمين وأرض" الواردة في النص: Ryckmans 507 ومعناها: "الإله الذي له السماوات والأرض"2، تعبير عن التوحيد أيضًا, وهي من نص يرجع إلى هذا الملك أيضا. فنحن إذن في عصر أخذت عقيدة التوحيد تنتشر فيه.

وقد انتقل الحكم بعد "شرحبيل يعفر" "شرحب إيل يعفر"3 إلى "عبد كلال" "عبد كللم" "عبد كلالم" على رأي "هومل", وجاراه "فلبي" في رأيه هذا، وجعل حكمه منذ سنة "455م" حتى سنة "460م"4. ولم يشرح "هومل" الأسباب التي دفعته إلى اعتبار "عبد كلال" ملكًا.

أما "فلبي"، فرأى أنه كان كاهنًا وسيد قبيلة, ثار على ملكه؛ طمعًا في الملك أو إخمادًا للثورة التي أجج الملك نيرانها على آلهة قومه، فغلبه، وربما كان ذلك بفضل مساعدة مملكة "أكسوم" له. ولكنه لم ينعم بالملك طويلًا، فلم يزد مدة حكمه على خمس سنين5.

وقد ورد اسم "عبد كلال" في النص الموسوم بـ6Glaser 7, وذكر معه اسم "هنام" "هنم" "هانئ" و"هعلل"، وهما ابناه. ووردت بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015