ويظهر أن الوباء الذي أشار إليه "عبد عثتر" هو الوباء الذي أشير إليه في النص الموسوم بـJamme 645, وصاحبه رجل اسمه "وهب إيل" من "يهعن" "يهعان" ومن "قرضنن" "قرضان". وقد دون هذا الرجل نصه حمدًا للإله "المقه ثهوان" "بعل أوام"، وشكرًا له على نعمه عليه بأن حفظه وسلمه وصانه من الوباء "بن خوم" والطاعون "وعوس" ومن الموت "موتت" الذي عم البلاد، وذلك في سنة "حيم" "حي" "حيي" "حيوم" "حيو" بن "أبكرب" "أبي كرب" من "كبر خلل ثكمتن" كبراء "خليل ثكمتان". فصانه وحفظه
من هذا الوباء العام الذي انتشر في الأرض "وموتت كون بارضن"، فأهلك خلقًا من الناس, وليمن عليه ويبارك فيه وفي أرضه وزرعه، ويعطيه ثمارًا كثيرة وغلة وافرة من جميع مزارعه في "مأرب" و"نشق" و"رحبتن" "رحبتان", ولينال حظوة ورفعة عند سيده "رب شمس نمران، ملك سبأ وذي ريدان"1.
وليس هذا الوباء الفتاك الذي انتشر في الأرض في أيام هذا الملك، هو أول وباء نسمع به؛ ففي الكتابات إشارات إلى أوبئة عديدة أخرى كانت تعم البلاد بين الحين والحين, ولا سيما بعد الحروب التي لا تكاد تنقطع، وبعد الحروب الكبيرة الماحقة التي قام بها الملوك فخربوا المدن ودمروا مجاري المياه، وأباحوا مواضع السكنى, والبشر، وتركوا جيف القتلى في مواضعها لتنتشر الأوبئة والأمراض.
وقد ذهب "ريكمنس" إلى أن الوباء المذكور هو جزء من وباء عام كان قد انتشر من الهند نحو الخارج، فجاء إلى جزيرة العرب ووصل حوض البحر الأبيض وطفح في "سلوقية" Seleucia وقد وقع ذلك سنة "165" للميلاد2.
وورد اسم "رب شمس نمران" "ربشمس نمران" في نصوص أخرى وسمت بـ: CIH 164، وبـ Geukens 10، وبـ Jamme 496.