سبأ وذي ريدان"، ومعنى هذا أنها أحدث عهدًا من الكتابات الأولى، وأن "شعر أوتر" كان قد بدأ عهد حكمه حاملًا لقب "ملك سبأ"، وهو اللقب الذي تلقب به منذ أيام أبيه، ثم غيَّره بعد ذلك بأن أضاف إليه جملة هي: "وذي ريدان"، فصار لقبه في الدور الثاني من حكمه: "ملك سبأ وذي ريدان"1.

غير أن لدى الباحثين في العربيات الجنوبية نصًّا وسموه بـGlaser 1371 لقب فيه كل من "علهان نهفان" و"شعر أوتر" ابنه بلقب "ملك سبأ وذي ريدان". ومعنى هذا أن لقب "ملك سبأ وذي ريدان" نفسه كان قد ظهر في أيام "علهان" لا في أيام ابنه، وأن "علهان" نفسه كان قد تلقب به مع ابنه في أواخر أيام حكمه. وهناك من الباحثين من يشك في صحة النص، ويرى أن كاتب النص كان هو الذي وضع هذا اللقب، سهوًا أو تعمدًا، وأن "علهان" لم يحمل هذا اللقب, وأن ابنه هو الذي حمله. ومهما يكن من شيء, فإن النص المذكور هو النص الوحيد الذي نملكه، لقب فيه "علهان" على هذا النحو2.

ومن الكتابات التي يجب أن نضيفها إلى أوائل أيام "شعرم أوتر" "شاعر أوتر" كتابة عثرت عليها بعثة "وندل فيلبس"، وقد نشرها "الدكتور خليل يحيى نامي" في "مجلة كلية الآداب" بجامعة القاهرة3. وقد بدأت بجملة: "شعرم أوتر ملك سبا بن علهن نهفن ملك سبا"، أي "شعر أوتر ملك سبأ ابن علهان نهفان ملك سبأ"4. ولتلقيب "شعر أوتر" فيها بـ"ملك سبأ" فقط دون ذكر "ذي ريدان" يجب إرجاعها إلى الأيام الأولى من حكمه. وقد ذكر "شعر أوتر" فيها أنه قدم إلى الإله "المقه بعل أوام" صنمًا "صلم" تقربًا إليه، وتحدث عن حرب وقعت في موضع يسمى "تعمتن" وعن رجل اسمه "سعد تألب" وعن رجل آخر اسمه "حيوم بن غثريان" "حيم بن غثر بن"، وذكر أن الحرب كانت قد وقعت في شهر "ذالت الت ذخرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015