الحبشة، ولأنه وفق الوفد الذي قام بالمفاوضات، فتمكن من تنظيم اتفاقية بين الطرفين حتمت عليهما التعاون في أيام السلم والحرب؛ لرد كل اعتداء يقع على الطرفين، ومحاربة كل عدو يريد سوءًا بأحدهما.

وأشير أيضا إلى اسمي "سلحين" و"زررن" "زراران" "زريران"، وقد كانا متحالفين مع "جدرت"، فشملهما بذلك هذا الحلف1.

وقد ورد اسم "علهان نهفان" في كتابات أخرى، ناقصة ويا للأسف، وقد سقطت منها كلمات في مواضع متعددة فأضاعت علينا المعنى. وقد أشير فيها إلى جيوش "علهان" وأعرابها، كما أشير إلى "ردمان" و"مذحيم" و"قتبان" وإلى أقيال وسادات قبائل ملك الحبشة2، وإلى "ذي ريدان"، وإلى أعراب ملك حضرموت3. ويرى "فون وزمن" أن في ذكر أقيال وسادات قبائل ملك "حبشت" الحبشة في هذه الكتابات دلالة على أن الحبش لم يكونوا يمتلكون أرض Kinaidokolttitai، أي: ساحل الحجاز من ينبع ثم ساحل عسير فقط، بل كانوا يمتلكون أيضا الساحل المسيطر على مضيق باب المندب، وقد كان ملكهم إذا ذاك هو الملك "جدرت" "جدرة" المذكور4.

ويرى "فون وزمن" أن الحلف الذي عقد بين "علهان" وملك الحبشة، عقد بعد الحرب التي شنها "علهان" ومن ساعده فيها، وهم ملك حضرموت وملك الحبشة ضد "حمير". وقد كان ابنه "شعرم أوتر" "شعر أوتر" يشارك أباه في الحكم إذ ذاك؛ ولهذا ذكر في الكتابة5. وقد فرض "شعر أوتر" سلطانه على حمير وأخضعها لها، وذلك في أوائل أيام حكمه. أما الحبش، فكانوا يمتلكون الأرضين التي ذكرتها وأرض قبيلة "أشعرن" أي: "الأشعر"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015