ابن أبي شرح يحضب بن الصوار"1، وجعلوا له ولدًا منهم "يطاع"، و"يارم".
وأما أبوه "شهران" -على حد قول أهل الأخبار- فهو ابن "ريام بن نهفان"، صاحب محفد "ريام". وأما "نهفان" والد "ريام"، فهو ابن "بتع" الملك، وشقيق "علهان بن بتع"، وكان ملكًا كذلك, وأمهما "جميلة بنت الصوَّار بن عبد شمس"2. وأما "بتع"، فهو ابن "زيد بن عمرو بن همدان"3، وكان قريبا لـ"شرح يحضب بن الصوار بن عبد شمس"، وإليه ينسب سد "بتع".
وإذا دققنا النظر في هذه الأسماء، أسماء الآباء والأجداد والأبناء والبنات والحَفَدة والأمهات، نجد فيها أسماء وردت حقًّا في الكتابات، إلا أن ورودها فيها ليس على الصورة التي رسمها لها أهل الأخبار. فـ"ترعة" مثلا، وهو اسم زوجة "تألب ريام" المزعومة، لم يكن امرأة في الكتابات، وإنما كان اسم موضع شهير ورد اسمه في الكتابات الهمدانية، عرف واشتهر بمعبده الشهير المخصص لعبادة الإله "تألب ريام"؛ معبد "تألب ريام بعل ترعت"4. والظاهر أن الأخباريين -وقد ذكرت أن منهم من كان يستطيع قراءة المساند لكن لم يكونوا يفهمون معاني هذه المساند كل الفهم- لما قرءوا الجملة المذكورة ظنوا أن كلمة "بعل" تعني الزواج كما في لغتنا، فصار النص بحسب تفسيرهم "تألب زوج ترعت". وهكذا صيَّروا "ترعت" "ترعة" زوجة لـ"تألب ريام"، وصيروا "تألب ريام" رجلًا زوجًا؛ لأنهم لم يعرفوا من أمره شيئًا.
و"أوسلة" الذي جعلوا اسما لـ"همدان" والد القبيلة، هو في الواقع "أوسلت رفش" في كتابات المسند5, وهو والد "يرم أيمن" "يريم أيمن" "ملك سبأ". وقد عرف "الهمداني" اسم "أوسلت رفشن" "أوسلة رفشان"، فذكر في كتابه "الإكليل" أن اسمه كان مكتوبًا بالمسند على حجر بمدينة "ناعط"،