عديدة، ذكر أسماءها وأنسابها "الهمداني" في الجزء العاشر من "الإكليل"، وهو الجزء الذي خصصه بحاشد وبكيل1.
وقد ورد في الكتابات العربية الجنوبية أسماء عدد من المدن والمواضع الهمدانية ورد عدد منها في "صفة جزيرة العرب" و"الإكليل" وفي كتب أخرى، ولا يزال عدد غير قليل من أسماء تلك المواضع أو القبائل والبطون التي ورد ذكرها في الكتابات باقيًا حتى الآن. وتقع هذه المواضع في المناطق التي ذكرت في تلك الكتابات، وهي تفيدنا من هذه الناحية في تعيين مواقع الأمكنة التي وردت أسماؤها في النصوص، ولكننا لا نعرف الآن من أمرها شيئًا.
وكان للهمدانيين مثل القبائل الأخرى إلهٌ خاص بهم، اسمه "تالب" "تألب" اتخذوا لعبادته بيوتًا في أماكن عدة من "بلد همدان", وقد عرف أيضا في المسند بـ"تالب ريمم" "تألب ريمم"، أي: "تألب ريام"2. وقد انتشرت عبادته بين همدان، وخاصة بعد ارتفاع نجمهم واغتصابهم عرش سبأ من السبئيين، فصار إله همدان، بتعبد له الناس تعبدهم لإله سبأ الخاص "المقه"، فتقربت إليه القبائل الأخرى، ونذرت له النذور. ونجد في الكتابات أسماء معابد عديدة شيدت في مواضع متعددة لعبادة هذا الإله، وسميت باسمه.
وقد تنكر الهمدانيون فيما بعد لإلههم هذا، حتى هجروه. ولما جاء الإسلام كانوا بتعبدون -كما يقول ابن الكلبي- لصنم هو "يعوق"، وكان له بيت بـ"خيوان"3, وقد نسوا كل شيء عن الإله "تألب ريام"، نسوا أنه كان إلهًا لهم، وأنه كان معبودهم الخاص، إلا أنهم لم ينسوا اسمه، إذ حولوه إلى إنسان، زعموا أنه جد "همدان" وأنه هو الذي نسل الهمدانيين، فهم كلهم من نسل "تألب ريام".
ولم يكتفِ الهمدانيون بتحويل إلههم إلى إنسان، حتى جعلوا له أبًا سموه "شهران الملك"، ثم زوَّجوه من "ترعة بنت يازل بن شرحبيل بن سار