عهد المكربين. ومن هذه النصوص، النص المهم الذي تحدثت عنه المعروف بكتابة "صرواح"، والموسوم عند العلماء بـGlaser 1000 صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وصاحبه الآمر بتدوينه هو المكرب الملك "كرب ايل وتر" وهو من أهم ما عثر عليه من نصوص هذا العهد. وقد دون فيه أخبار فتوحاته وانتصاراته وما قام به من أعمال، كما دونته قبل قليل، ولأسماء المواضع والقبائل فيه أهمية كبيرة للمؤرخ ولا شك، إذ تعينه على أن يتعرف مواضع عديدة ترد في نصوص أخرى، ولم نكن نعرف عنها شيئًا، كما أعانتنا في الرجوع بتأريخ بعض هذه الأسماء التي لا تزال معروفة إلى ما قبل الميلاد، إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وذلك إذا ذهبنا مذهب من يرجع عهد "كرب ايل وتر" إلى ذلك الزمن1.
وفي مقابل خربة معبد صرواح، خربة أخرى تقع على تل، هي بقايا برج المدينة الذي كان يدافع عنها، وهناك أطلال أخرى، يظهر أنها من بقايا معابد تلك المدينة وقصورها2.
وكان على المدينة "كبر" أي كبير، يدير شئونها، ويصرف أمورها وأمور الأرضين التابعة لها، وتحت يديه بالطبع موظفون يصرفون الأمور نيابة عنه، وهو المسئول أمام المكربين عن إدارة أمور المدينة وما يتبعها من قرى وأرضين وقبائل3.
وفي "صرواح" كان معبد "المقه" إله سبأ، ومن هذه المدينة انتشرت عبادته بانتشار السبئيين، ومن معابد هذا الإله التي بنيت في هذه المدينة معبد "يفعن" "يفعان" الذي حظي بعناية المكربين4.
وقد زارها "نزيه مؤيد العظم". وذكر أنها خربة في الوقت الحاضر، بنيت على أنقاضها قرية تتألف من عدد من البيوت، وتشاهد فيها بقايا القصور القديمة، والأعمدة الحجرية المنقوشة بالمسند، وأشار إلى أن القسم الأعظم من المباني القديمة، مدفون تحت الأنقاض خلا أربعة قصور أو خمسة لا تزال ظاهرة