تكن عاصمة في هذا العهد، بل كانت مدينة من مدن السبئيين، و"صرواح" في هذا اليوم موضع خرب يعرف بـ "خربة" وبـ"صرواح الخريبة" على مسيرة يوم في الغرب من "مأرب"1. ويقع ما بين صنعاء ومأرب2. وقد ذكر "الهمداني" مدينة "صرواح" في مواضع عدة من كتابه "الإكليل"، وأشار إلى "ملوك صرواح ومأرب"3. وذكر شعرًا في "صرواح" للجاهليين ولجماعة من الإسلاميين، كما أشار إليها في كتابه "صفة جزيرة العرب"5.

وتحدث "نشوان بن سعيد الحميري" عنها، فقال: "صرواح موضع باليمن قريب من مأرب فيه بناء عجيب من مآثر حمير، بناه عمرو ذو صرواح الملك بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر، وهو أحد الملوك المثامنة"6.

وزعم أن "قس بن ساعدة الإيادي" ذكر "عمرو بن الحارث القيل ذو السبئية القديمة أيضًا، وفي إشارتهم إليها وتحدثهم عنها، دلالة على أهمية تلك المدينة القديمة، وعلى تأثيرها في نفوس الناس تأثيرًا لم يتمكن الزمان من محوه بالرغم من أفول نجمها قبل الإسلام بأمد.

وذكر بعض أهل الأخبار أن "صرواح حصن باليمن أمر سليمان عليه السلام الجن فبنوه لبلقيس"8. وقولهم هذا هو بالطبع أسطورة من الأساطير المتأثرة بالإسرائيليات التي ترجع أصل أكثر المباني العادية في جزيرة العرب إلى سليمان وإلى جن سليمان.

وقد عثر في أنقاض هذه المدينة القديمة المهمة على كتابات سبئية بعضها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015