الإنسان لا في الحياة ولا في الممات.
* * *
(باب البكاء على الميت)
مِنَ الصِّحَاحِ:
1221 - قال أنس - رضي الله عنه -: دخلنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سَيْفٍ القَيْنِ - وكان ظِئرًا لإبراهيمَ - فأخذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيمَ فَقَبَّلَهُ وشمَّه، ثم دخلنا عليهِ بعدَ ذلكَ، وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تَذْرِفَانِ، فقالَ له عبدُ الرحمن بن عَوْفٍ: وأنتَ يا رسولَ الله؟، فقالَ: "يا ابن عوفٍ! إنها رحمةٌ"، ثم أَتْبَعَها بأُخرى فقال: "إن العينَ تَدمعُ، والقلبُ يحزنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربنا، وإنا لفِراقِكَ يا إبراهيم لَمَحْزُونون".
قوله: "القين": الحداد.
"وكان ظئرًا لإبراهيم": الظئر: المربي والمُرضع للطفل، يستوي في هذا اللفظ المذكَّر والمؤنث، يعني: كانت امرأته أم سيف تُرضع إبراهيم ابن النبي عليه السلام.
قوله: "وشمه"؛ أي: وضع أنفه ووجهه على وجهه كمَن يَشَمُّ رائحة، هذا يدل على أن محبة الأطفال والترحُّمَ بهم سنَّةٌ.
قوله: "ثم دخلنا عليه بعد ذلك"؛ أي: بعد أيام؛ إذ سمع - عليه السلام - أن إبراهيم مرض.