"لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها"؛ يعني: لا تصلُّوا وتلقاءَ وجوهكم قبر، وقد ذكر بحثه في باب المساجد.

روى هذا الحديث: أبو مرثد (?) الغَنوي.

* * *

1206 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يجلِسَ أحدُكم على جَمْرةٍ فَتُحرِقَ ثيابَهُ فتَخلُصَ إلى جِلْده خيرٌ له مِن أن يجلِسَ على قبرٍ"، يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -.

قوله: "لأن يجلس ... " إلى آخره.

روى هذا الحديث أبو هريرة.

قوله: "فتَخْلُصَ"؛ أي: فتصلَ الجمرةُ إلى جلده فتحرقَ جلده، "خيرٌ له من أن يجلس على قبر"؛ لأن الجلوس على القبر يوجب عذاب الآخرة، وعذابُ الدنيا أهون من عذاب الآخرة.

* * *

مِنَ الحِسَان:

1207 - قال عروةُ: كانَ بالمدينةِ رجلانِ أحدهما يَلْحَد والآخرُ لا يَلْحَدُ، فقالوا: أيُّهما جاءَ أولًا عَمِلَ عَمَلَه، فجاءَ الذي يَلْحَدُ، فَلَحَدَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: "أحدهما يَلحد"؛ يعني: أحدهما يحفر القبر، ويجعل فيه اللحد، وهو أبو طلحة بن زيد بن سهل الأنصاري.

قوله: "والآخر لا يلحد"؛ يعني: والآخر يحفر القبر، ولم يجعل فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015