مِنَ الحِسَان:
1140 - عن مُعاذ بن جبَل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ شئتُم أَنبأتُكم ما أولُ ما يقولُ الله للمؤمنينَ يومَ القيامةِ، وما أولُ ما يقولونَ له؟ "، قلنا: نعم يا رسول الله!، قال: "إنَّ الله تعالى يقولُ للمؤمنين: هل أَحْبَبْتُم لقائي؟، فيقولون: نعم، يا ربنا، فيقولُ: لِمَ؟، فيقولون: رَجَوْنا عَفْوَك ومغفرتَك، فيقولُ: قد وجبتْ لكم مغفِرَتي".
قوله: "أنبأْتُكُمْ"؛ أي: أخبرتكم.
"لِمَ"؛ أي: لأي سبب.
* * *
1141 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكثِروا ذكْرَ هاذِمِ اللذاتِ" يعني: الموت.
قوله: "أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت"، (الهاذم): الكاسر، يعني: يكسرُ الموت كل لَذَّةٍ وطِيبَ عيشٍ؛ يعني: اذكروه ولا تنسوه حتى لا تغفلوا عن القيامة، ولا تتركوا تهيئة زاد الآخرة.
(الموت): يجوز بالجر على أنه عطف بيان لـ (هاذم اللذات)، ويجوز رفعه على تقدير؛ فهو الموت، ويجوز نصبه على تقدير: أعني الموتَ.
* * *
1142 - وعن ابن مَسْعود - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ ذاتَ يومٍ لأصحابه: "استحْيُوا من الله حقَّ الحَياءِ"، قالوا: إنا نستحْيي من الله يا نبيَّ الله، والحمد لله، قال: "ليسَ ذلك، ولكن مَن استحْيى من الله حقَّ الحياء فليحفظْ الرأسَ وما وَعَى، وليحفظْ البطْنَ وما حَوَى، وليذْكر المَوتَ والبلَى، ومَن أرادَ الآخرةَ تركَ زينةَ الدنيا، فمن فعلَ ذلك فقد استحْيى من الله حقَّ الحَياءِ"، غريب.