"لا يتمنَّى": نفي بمعنى النهي، وفي بعض النسخ: "لا يتمنَّيَنَّ" وهو صحيح في المعنى، ولكن لم نسمعه في الرواية، والنهي عن تمني الموت إنما كان إذا تمنى الرجل الموتَ من ضُرٍّ أو مكروه أصابه.

وإنما نهى الرجل عن تمني الموت؛ لأن الحياة حكم الله تعالى عليه، وطلب زوال الحياة عدم الرضا بحكم الله تعالى، فإن كان تمني الموت لخوف الدِّين جاز، وليقل: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وأمتني ما كان الموت خيرًا لي".

قوله: "إما محسنًا"، (ما) زائدة؛ يعني: إن كان محسنًا، ويروى: "محسنٌ" بالرفع، وتقديره: إن كان رجل محسن في عمله؛ فـ (محسن) صفة رجل.

قوله: "أن يَسْتَعْتِبَ"؛ أي: أن يتوبَ من الذنوب، (استعتب): إذا طلب إعتاب أحد، و (الإعْتَابُ): زوال الغضب والمصالحة.

* * *

1134 - وقال: "لا يتمنَّى أحدُكم الموتَ، ولا يَدْعُ به من قبْلِ أنْ يأتيَهِ، إنه إذا مات انقطع عملُه، وإنه لا يزيدُ المؤمنَ عُمْرُهُ إلا خيرًا".

قوله: "ولا يَدع به": في أكثر نسخ "المصابيح": "ولا يَدْعُ" بحذف الواو على أنه نهي، وهذا غير مستقيم؛ لأنه قبله: (لا يتمنى) بإثبات الياء على أنه نفي، فإذا كان (لا يتمنى) بإثبات الياء، فكذلك ليكن: (ولا يدعو) بإثبات واو لام الفعل.

وهكذا في "شرح السنة": الياء في (لا يتمنى)، والواو في (ولا يدعو) مثبتتان، ولعل حذف الواو في: (ولا يدع) في نُسَخِ "المصابيح" سهوٌ من الكاتب.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015