"يود أهل العافية ... " إلى آخره.
يعني: إذا رأى الذين لم يكن لهم في الدنيا بلاء أنَّ الذين كان البلاء عليهم كثيرًا يعطون ثوابًا كثيرًا، تمنوا وقالوا: يا ليتَ جلودنا "قُرِضَتْ"؛ أي: قُطَّعَتْ "بالمقاريض" قطعةً قطعةً، حتى وَجَدْنَا اليومَ نحن أيضًا ثوابًا، كما وَجَدَ أهل البلاء الثواب.
روى هذا الحديث: "جابر بن عبد الله".
* * *
1130 - عن عامر الرَّامِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المؤمنَ إذا أصابَهُ السَّقَمُ ثم عافاه الله كانَ كفارةً لِمَا مضى من ذُنوبهِ، وموعظةً له فيما يستقبل، وإنَّ المنافقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كانَ كالبعير عَقَلَهُ أهلُهُ ثم أرسلوهُ فلم يدرِ لِمَ عقلُوه ولِمَ أرسلوهُ".
قوله: "كالبعير عَقَلَهُ أَهْلُهُ"، (عَقَلَهُ)؛ أي: شَدَّه؛ يعني: المؤمن مَنْ إذا أصابه مرض يحصل له تنبهٌ واعتبار، فيتوب عن الذنوب، والمنافق لا يتعظ ولا يتوب، فلا يكون مرضه مفيدًا له لا في الزمان الماضي ولا في المستقبل.
و"عامر الرَّام"، قيل: عامر الرامي، أخو الخُضَر، والخُضَر قبيلة، ولم يعرف اسم أبيه.
* * *
1131 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخلتم على المريضِ فنفِّسُوا له في أجلِه، فإن ذلك لا يردُّ شيئًا ويُطَيبُ نفسَه"، غريب.