قوله: "فلا تقدموا عليه"؛ يعني: إذا سمعتم أن الطاعون وقع ببلد فلا تدخلوا ذلك البلد، وهذا إشارة إلى أن الرجل لا يجوز له أن يوقِعَ نفسه في موضع يكون فيه الهلاك.

قوله: "فلا تخرجوا فرارًا منه"؛ يعني: إذا وقع الطاعون وأنتم فيه فاصبروا وتوكلوا ولا تفروا، هذا إشارة إلى أن العذاب إذا نزل بقوم وأنت فيهم، فاصبر ولا تهرب من بينهم، فإن العذاب لا يدفَعُهُ الهرب، وإنما يدفعه الاستغفار والتوبة؛ ليظن كل واحد من أولئك أن العذاب نزل على هؤلاء بشؤم ذنبه، وليستغفِر الله وليَتُبْ إليه.

* * *

1109 - وقال: "إن الله تعالى قال: إذا ابتلَيتُ عَبْدي بِحَبيْبَتَيْهِ ثم صَبَرَ، عَوَّضْتُه منهما الجنةَ" يُريد: عينَيه.

قوله: "إذا ابتليت عبدي بِحَبيْبَتَيْهِ ثم صَبَرَ عوضتُهُ منهما الجنة"؛ يعني: إذا أذهبْتُ عينيه ورضيَ بحكمي ولم يَجْزَع.

* * *

مِنَ الحِسَان:

1110 - عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما مِن مسلمٍ يعودُ مسلمًا غُدوةً إلا صلى عليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتى يُمْسِيَ، ولا يعودُه مساءً إلا صلى عليه سبعونَ ألف ملَكٍ حتى يُصْبحَ، وكان له خريفٌ في الجنة".

قوله: "له خَريف في الجنة"، (الخَريف): البستان.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015