ويجوز بجرها على أن (حتى) بمعنى الواو العاطفة، أو بمعنى (إلى) التي هي لانتهاء الغاية.
قوله: "يُشاكها" فالضمير مفعوله الثاني، والمفعول الأول مُضْمَرٌ قائمٌ مقام الفاعل، والتقدير: حتى الشوكة يشاكها المسلم تلك الشوكة؛ أي: تجرح أعضاؤه بشوكة.
* * *
1098 - وقال: "إني أُوعَكُ كما يُوعَك الرجلانِ منكم"، قيل: ذلك لأن لك أجرين؟، قال: "أجل"، ثم قال: "ما من مسلمٍ يُصيبُه أذًى مرضٌ فما سِواه، إلا حطَّ الله سيئاتِه كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها".
قوله: "أُوْعَك" علي بناء المجهول، همزته لنفس المتكلم؛ أي: يأخذني الوَعْكُ، وهو الحُمَّى.
قوله: "كما يُوْعَكُ رَجُلانِ"؛ أي: أَلَمُ وَعْكِي مِثلا ألمِ وَعْك كلِّ واحد منكم.
وهذا الحديث يدل على أن المرض إذا كان أشد يكون الأجر أكثر.
* * *
1099 - وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدًا الوجعُ عليه أشدُّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
1100 - وقالت: مات النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين حاقِنَتي وذاقِنَتي، فلا أكَره شدةَ الموتِ لأحدٍ أبدًا بعدَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: "حَاقِنَتِي وذَاقِنَتِي"، (الحَاقِنة) بالحاء غير المعجمة وبالقاف: التَّرْقُوَة،