ما استغلقَ مِنْ ألفاظِه، وجَمْعِ اختلافاته، وبَثَّ فقهَ الأئمَّةِ الأربعةِ في كثيرِ من أحاديثِهِ.

فأتى شَرْحًا مُفيدًا مُحَرَّرًا، ليسَ بالطَّويلِ المُمِلِّ، ولا بالقصيرِ المُخِلِّ، اعتمد في النقلِ عنه كثيرٌ من الشُّرَّاحِ المتأخِّرين؛ كالإمامِ الطَّيبيِّ في "شرح المِشْكاة" ورَمَزَ له بـ (مظ)، وكذا نقلَ عنه شُرَّاحُ "المصابيح"؛ كالإمام ابن المَلَك، وزَينِ العَرَب، ومُلَّا علي القَاريِّ، وأَكْثَرَ الكَرْمانيُّ في "شرح البخاري" وتَبِعَه البِرْمَاوِيُّ في "اللامع الصَّبيح بشرح الجامع الصحيح" في النقلِ عنه، ونقلَ عنه الحافظُ ابنُ حجرٍ والعَينيُّ والقَسْطَلاني وغيرُهم من شُرَّاح البُخاريِّ.

وقد امتازَ هذا الشرحُ ببساطة ألفاظِه، وسُهولة جُملِه وعِبَاراتِه، ووضوحِ ما المرادُ مِنْ أحاديثِه.

وقد وافتِ الإمامَ المُظْهِريَّ المنيةُ قبلَ تَمامِه، فوصلَ فيه إلى أُخريات كتاب "مصابيح السنة" عند (باب المَلاحم) من (كتاب الفتن) (?)، فأتمَّه أحدُ تلامذَتِهِ على نَسَقِ مَنْهَجِ المؤلَّفِ - رحمه الله - في أسلوبِه ومَصَادِرِه، فظهرتْ هذه التَّتمَّةُ وكأنَّها مِنْ شَرْحِ الإمام المُظْهِريِّ رحمهما الله تعالى.

هذا وقد تمَّ التقديمُ للكتاب بترجمة الإمام البغوي، وترجمة الإمام المظهري - رحمهما الله تعالى - ثم تلاه تعريف بمنهج المؤلِّف في هذا الشرح.

وتمَّ تذييلُ الكتابِ بِفِهْرسِ أطرافِ الأحاديث النبوية الشريفة التي شرحها المؤِّلفُ، ثمَّ فِهرسٍ لعناوينِ الكُتب والأبواب.

اللهمَّ اجعلنا ممَّنْ يَسْتَنهج كتابَكَ وسنَّةَ نبيِّكَ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، واجعلْ نيَّتَنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015