وقد اختصر "المصابيح" غيرُ واحدٍ من الأئمة، كان من أبرزِها: "مشكاة المصابيح" للتَّبْرِيزي، والذي شرح الإمامُ الطَّيبيُّ في كتاب سماه: "الكاشف عن حقائق السُّنن"، وكذا شرحه العلامةُ ملا علي القارِيُّ في "مِرقاة المفاتيح".
كما قام بتخريج "المصابيح" الإمامُ صدرُ الدين المَناويُّ (ت 803) في "كشف المناهج والتَّناقيح في تخريج أحاديث المصابيح"، ولخَّصه الحافظُ ابنُ حجر في "هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة".
إلى غيرِ ذلك من الشروحِ والتَّعاليق القيَّمة، ومِنْ هنا عُنينا بتلك المؤلَّفاتِ عنايةً خاصةً في مشروعنا "موسوعة شروح السنة النبوية" التي نسألُ اللهَ أن يكتبَ لها القَبول والتَّمامَ، وأن يوفِّقنا لإصدارها كما أرادها مؤلِّفوها أنْ تخرجَ لأهل الإِسلام، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.
وقد تناولنا في تحقيقنا جملةً من الشُّروح النفيسةِ التي لم تَرَ النورَ بعد، وألفينا فيها علومًا جَمَّةَ لا يستغني عنها مَنْ تَشَرَّب لِبانَ السنَّةِ النبوية، وحَرَصَ على أخذِها رِوايةً ودِرايةً.
وحسبُ المرءِ احتفاءً بجملة الشُّروح المحققَّةِ، والتي نُخرجها إلى عالم المطبوعات لأول مرة، أنَّها تأتي بعد نَشْرِ شَرحٍ واحدٍ يتيمٍ لهذا الكتابِ الجليل، وهو شرحُ الإمام التُّوْرِبِشْتي، فلله الحمدُ على مَنِّه وتوفيقه.
ومن تلكَ الشروحِ الحافلةِ، شرحُ الإمامِ مُظْهِرِ الدَّين الحُسين بن محمود الزَّيداني المُظْهِري، الذي نقومُ بإصدارِه لأوَّلِ مَرَّةٍ مُقابَلًا على أربعِ نُسَخٍ خَطَّية.
وقد اشتملَ هذا الشَّرحُ على غالبِ مادَّةِ "مصابيح السُّنَّة" للإمام البَغَوِي رحمه الله تعالى.
وقد عُني فيه - رحمه الله - ببيانِ مُفْرداتِه، وحَلِّ إشكالاته، وإعرابِ