تجيء من خلف ظهرك إذا استقبلت القبلة، و (الدَّبُور): الريح التي تجيء من قِبَلِ وجهك إذا استقبلت القبلة أيضًا.
قصة هذا الحديث: أن قُريشًا وغَطَفان وبني قُريظة وبني النَّضير حاصروا المدينة يوم الخندق، ونزلوا قريبًا من المدينة، فهبَّتْ ريح الصَّبا، وكانت ريحًا شديدة، فقلعت خيامهم، وأراقت أوانيهم وقدورهم، ولم يمكنهم لفرار ثَمَّ، وألقي في قلوبهم الخوف فهربوا.
وذلك كان معجزة لرسول الله - عليه السلام -، وفضلاً من الله تعالى على المسلمين.
وأما (الدَّبور): فأهلكت قومَ عاد، وكانت قَامَةُ كلِّ واحد منهم اثني عشر ذراعًا في قول، فهبت عليهم الدَّبور، وألقتهم على الأرض بحيث اندقَّتْ رؤوسهم، وانشقَّت بطونهم، وخرجَتْ أحشاؤهم من بطونهم.
يعني بهذا الحديث: أن الريح مأمورة تجيء تارة لنصرة قوم، وتارة لإهلاك قوم.
رواه: "عبد الله بن عباس".
* * *
1073 - وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أضحى ضاحِكًا حتى أَرَى منه لَهَواتِهِ، إنما كانَ يَتَبَسَّمُ، وكانَ إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرِفَ في وجهِهِ.
قولها: "أرى منه"؛ أي: من رسول الله عليه السلام.
"لَهَواته"؛ (اللهوات): جمع لَهَاة، وهي قعر الفم قريب من أصل اللسان.