وعليًا، وطلحة، والزبير ... إلى آخر العشرة.

وقريبٌ من مراسيل سعيد مراسيل عطاء بن رباح، وسعيد بن هلال، ومكحول الدمشقي، وحسن بن أبي الحسن البصري، وإبراهيم النخعي.

ولم تكن المراسيلُ حجةً عند الشَّافعي إلَّا مراسيل سعيد بن المسيب رحمه الله.

النوع الرابع: المنقطع، وهو ثلاثة أنواع:

أحدها: أن يروي أحدٌ عن شيخ لم يسمع منه، وهذا قبلَ أن يصل الإسناد إلى التابعي.

والثاني: أن يكون من الرواة رجلٌ مجهولٌ، مثل أن يقول أحد: حدثني رجل، عن فلان.

والثالث: أن يكون أحد الرواة مجهولًا من طريق، ومعروفًا من طريق آخر، مثاله: قال سفيان الثوري: حدثنا داود بن أبي هند قال: حدثنا شيخ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي على الناسِ زمنٌ يُخيَّرُ الرجلُ بين العجز والفجور، فمن أدركَ ذلك الزمانَ فليختر العجزَ على الفجور"، فمن هذا الطريق هذا الحديث منقطع؛ لأن الشيخ الذي يروي داود بن أبي هند عنه هذا الحديث مجهول.

وقال علي بن أبي عاصم عن داود بن أبي هند: نزلتُ جديلةَ قيس - وهي اسم قبيلة - فسمعت شيخًا أعمى يقال له: أبو عمرو، يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ يخيَّرُ الرجلُ بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك الزمانَ فليختر العجزَ على الفجور".

فهذا النوعُ ليس بمنقطع على الحقيقة؛ لأنه قد عُرِف في هذا الطريق الشيخُ الذي كان مجهولًا في الطريق الأول، ومن وصلَ إليه الطريق الأول دون الثاني، فالحديثُ يكون منقطعًا عنده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015