289 - وعن أُبَيّ بن كعب - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ للوُضُوءِ شيطانًا يُقالُ له: الوَلْهَانُ، فاتَّقُوا وَسْوَاسَ الماءِ" ضعيف.
قوله: "يقال له: الوَلْهَان"، بفتح الواو واللام: مصدر من وَلِهَ - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر -: إذا تحيَّرَ من غاية العِشْقِ بشيءٍ، يعني: وكَّلَ إبليسُ شيطانًا بإيقاع الوسوسة في الوضوء، يقول للمتوضِّيء: لم يَصِل الماءُ إلى هذا العُضْو، زدْ مرةً أُخرى، حتى يحملَه على غَسْلِ الأعضاء أربعَ مرات وأكثر؛ ليوقعَه في البدعة؛ لأن استعمالَ الماءِ أكثرَ من ثلاث مراتٍ بدعةٌ، فأمر النبي - عليه السلام - أمتَه أن يحذَرُوا من الوَسْوَسة والإسرافِ في استعمال الماء.
وسمِّيَ هذا الشيطان وَلْهانًا؛ لإلقاء الناس في التحيُّر حتى لم يعلموا هل وصل الماء في أعضاء الوضوء والغسل، أو لم يصل؟ وهل غسل مرة أو مرتين أو ثلاثًا أو أكثر؟
كنية "أُبَيِّ بن كعب": أبو المنذر، وجدُّه: قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية ابن عمرو.
* * *
290 - عن مُعاذ بن جَبلٍ قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضَّأَ مسحَ وجهَهُ بطَرَفِ ثَوْبِهِ. غريب.
قوله: "مسح وجهه بطرف ثوبه"، يعني: نَشَّفَ أعضاءَه بعد الوضوء، وفي تنشيف الأعضاء بعد الوضوء وجهان:
أحدهما: أن السنة ألاَّ يُنشِّفَ أعضاءَه بعد الوضوء؛ لحديث ميمونة في (باب الغسل).
والثاني: أن السنة أن ينشِّفَ الأعضاءَ بدليل هذا الحديث، والذي بعدَه.